العدد 2203
الأحد 26 أكتوبر 2014
banner
خليفة... نبض الحركة أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 26 أكتوبر 2014

عندما استعادت البحرين عافيتها بعد المحنة التي مرت بها قبل ثلاث سنوات، أجمع الكل على أن سمو الأمير خليفة بن سلمان كان الدينامو الذي حرك البلاد باتجاه التعافي واليوم عندما تنتظر البحرين عودة سموه الميمونة بعد الأخبار السعيدة إثر الفحوص الطبية فإنها تنتظر عودة الحركة ونبض الحياة فيها لتعود ورشة العمل في البناء والتعمير لدورانها.
لعب سموه من خلال لقاءاته المتواصلة مع الفعاليات المختلفة في البلاد وعلى اثر الانتصار المدوي والحاسم على مخطط اختطاف البحرين الذي كاد يمزق بلادنا مثلما حدث للدول التي تساهلت وتراخت مع مسألة الأمن القومي، دوراً حاسماً في استعادة البلاد نبضها الحيوي الدائم كما كانت دائماً، وأكد سموه في كل هذه المواقف واللقاءات، أن هذا الفوز والحسم الذي تحقق كان بإرادة الله وتلاحم شعب البحرين مع قيادته ومن خلال خبرة سموه الأصيلة في مواجهة التحديات الجسيمة وهي المدرسة التي أسسها سموه في مواجهة الأزمات منذ سنوات طويلة وفي مختلف المراحل وعند مفترق الطرق، ولولا ذلك لما تمكنا من تجاوز ما حدث. كان سموه بخبرة رجل الدولة وحنكة السياسي والاقتصادي والأمني ومعرفته بكل الحيثيات والتفاصيل عن هذا الشعب وعن هذا البلد، كان محركاً للأمور، ولهذا لم نر الركود والجمود في مسيرة البحرين المعاصرة.
كان واضحاً أن المخطط سيهزم وأن البلد ستخرج من هذا المأزق كما هو متوقع وهذا ما لم يشك فيه كل من كان قريباً من سموه حفظه الله، وأنا واحد ممن كانوا في ذروة الأزمة وعندما سدت كل الأبواب والسبل وضاقت الدائرة على هذه الجزيرة المسالمة الهادئة لم يخامرن الشك ولم يزعزعن هول ما حدث، كنت على ثقة بأن الحكمة والرجاحة والتجربة التي واجهت بها مملكتنا البحرين التحديات خلال المراحل التي مرت سوف تجعلها تخرج من هذه الأزمة أقوى وأكثر تماسكاً ووحدة مما راهن عليه أصحاب مخطط اختطاف البحرين.
أيام سوداء مرت، “الله لا يعودها”، تجعلنا اليوم ونحن نتحضر للقاء القائد صاحب القرارات الحاسمة والتي تذكرنا دائماً بأيام لا تنسى ولكنها كانت بمثابة أيام اختبار لمعادن البشر وأيام للتأكد من سلامة النفوس، كانت الأيام تلك صعبة وقاسية وبحاجة لحكمة رجل مثله، لم يساورن الشك في أن ما يحدث سيكون اختباراً لنا للتعاطي مع المستقبل ومع الأيام القادمة التي ستلي هذه المحنة وصدق حسي وصدق حس كل وطني واثق الخطى مؤمن بقوة رجال هذا البلد، فلا يمكن ومخالف للطبيعة ولسنة الحياة ضياع هذه البلاد من قبضة رجال مثل خليفة بن سلمان ومن معه.
اليوم حينما أستعيد تلك الحقبة المظلمة أدرك لغز الحياة وسرها العظيم حينما تضعنا في امتحان مع النفس ومع الثقة ومع الإيمان بالوطن ولهذا أقول ومن يومها علينا منذ الآن وصاعداً أن نتمسك بكل محبة وقوة ببحريننا الغالية وأن نفديها بالغالي والنفيس ونتمسك بسمو الأمير خليفة بن سلمان ونهجه، فلا مكان لنا غير هذه الأرض ولا سماء غير سمائنا فهي جنتنا وملفانا فلا نفرط ولا ننام ولا نغط ثانية واحدة من دون أن ندرك ما يخبئه لنا القدر، أما من يريد سوءا بهذا البلد الآمن فعيوننا مفتوحة وعقولنا متقدة وحكمتنا التي تعلمناها من رجل الحكم سمو الأمير خليفة بن سلمان هي وسيلتنا لليقظة، وبعد كل ما جرى وحتى نظل متيقظين لنتذكر دائماً خروجه للقاء جموع الناس وقت المحنة فقد كان ظهوره ذاك هو سر القوة التي منحنا إياها القدر لحفظ البحرين... فيحفظك الله يا خليفة وليحفظ البحرين وقادتها وشعبها من كل شر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .