العدد 2150
الأربعاء 03 سبتمبر 2014
banner
الأقلام الجسورة لا تنكسر أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 03 سبتمبر 2014

السلطة الرابعة... رجال ونساء، كتاب وصحافيون، هامات لا تلين وأقلام لا تنهزم، قد تدمى بفعل الخطوب، فحتى الجبال تشرخ بفعل الزلازل ولكنها لا تسقط أبداً، الأقلام الشجاعة كالجبال الشامخة أثبتت أنها أقوى من الرصاص وأقوى من أسلحة الكون إذا ما قدر لها أن تنشد الحق والشرف والكرامة للوطن، الأقلام الشامخة هي التي حفظت للبحرين أمنها واستقرارها والأقلام الشريفة المزروعة في قلب الوطن ردت المؤامرة الدنيئة على أعقابها، هذه الأقلام الممزوجة بالألم والأمل هي التي ولدت من رحم فجر الكلمة الجديد حيث استمد قادة الأقلام الجسارة من سمو الأمير خليفة بن سلمان، وهم يستذكرون الأيام الحالكة من عمر الزمن حيث شهدت فيه البحرين أرذل مؤامرة في تاريخها، فاحتشد الشعب وقال كلمته وكان القلم سيد الموقف وكانت الكلمة حد السيف الفيصل بين الحق والباطل، فلا غرو أن يستمد قادة القلم الشرفاء من رجل الدولة تلك العزيمة الصلبة في مواجهة محنة الشر التي مرت بالبحرين.
إن الصحافة مهنة الشرف لمن يعرف الشرف، ومهنة الخيانة لمن يمتهن الخيانة، ولهذا فالصحافة قبل أن تكون كالمواد والوسائل والأوراق هي ضمير بشري يملك الإحساس بنبض الشارع، ويوغل في الجسارة والشجاعة في الدفاع عن الحق والوطن، ولهذا يصبح الكاتب الصحافي أسطورة التعبير عن الحق مهما تكالبت الضغوط والتهديدات، وحمله القلم بشرف للدفاع عن الوطن والثوابت الوطنية هو المغزى للكرامة، التي لا أعرفها إلا بأنها الكاتب المقاتل في سبيل الوطن، هذا ما أريد أن أذكر به أولئك الذين يتحدثون اليوم بكل صفاقة عن كتابنا الوطنيين بأنهم خسروا الرهان، لأن الرهان ليس على صفقة تجارية ولا سلعة مادية، رهان هؤلاء الكتاب كان على الوطن ومن يراهن على الوطن لا ينكسر أبداَ مهما بلغت صفاقة المطبلين والمزمرين في المواقع المشبوهة والصحف الصفراء.
إن فجر الكلمة آت وفجر البحرين مشرق كره من كره وشمت من شمت، من رفع الأقلام في وجه الشر وتحدى الطوفان لن تخذله بضع ممارسات وحركات صبيانية هنا وهناك، أو بضع تعليقات من هذا أو ذاك.
ماذا ينفع لو ربحت العالم وخسرت نفسك، مقولة قديمة تنطبق اليوم على الذين يريدون التغيير من أجل التغيير انسجاماً مع المخطط الدموي الرهيب وهو ربيع الدم وهي تسمية تنطبق على ما جرى في العالم العربي حيث سادت الفوضى وفقدت الشعوب العربية الاستقرار ولم يزدها ذلك لا ازدهاراً ولا رخاء بحسب ما تصور البسطاء والفقراء المأخوذون بالشعارات كما جاء على لسان المخططين للانقلابات في الشرق الأوسط الذين أوصلوا الدنيا الى هذه الحالة الهلامية، تصوروا أنهم ربحوا العالم حينما صفقوا لهم في العواصم الغربية وزينوا لهم التغيير على انه ثورات فجاءت النتائج أسوأ مما كانت عليه أوضاع تلك الدول.
خلاصة القول إن الكلمات التي حفرت ابان الأزمة دفاعاً عن البحرين لن تمحوها ممارسات شاذة من هذا أو ذاك، فتلك الكلمات كتبت في مواجهة محنة اختطاف البحرين ولن ينسى هذا الشعب من وقف معه ومن وقف ضده أما فقاعات أعداء الوطن ومن يسندهم ومن يحتويهم فهذا كله غبار يطير في الهواء، قد يسبب الازعاج لحظة ولكنه يذوب في الفضاء الواسع ويبقى التاريخ وحده شاهدا على جسارة الكتاب الشرفاء.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية