العدد 2143
الأربعاء 27 أغسطس 2014
banner
الحوثيون قرعوا جرس الخطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 27 أغسطس 2014

لن يكون لدول مجلس التعاون مفر وسط بركان التحديات الحاضرة إلا بالاتحاد، فمن يتابع اليوم وصول الحوثيين لصنعاء والتهديد بتحويل اليمن لحربة إيرانية في خاصرة المملكة العربية السعودية وبالتالي الزحف على دول المجلس ما هو إلا مؤشر على خطورة الأوضاع التي لا أعرف سر تردد قادة دول المجلس في الاستجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بتسريع إقامة الاتحاد، وهي الدعوة التي كشفت استباق خادم الحرمين قبل فترة طويلة هذه التحديات بطرح المشروع الوحيد الذي سيحفظ للمنطقة أمنها واستقرارها وبالتالي لا مبرر على الإطلاق في التأخير والتلكؤ عن تلبية هذه الدعوة بعدما وصل الحوثيون صنعاء.
صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر بدوره صوته كان في كل مرة يقرع جرس الخطر يوقظ النائمين وهو يؤكد على تشخيص الحالة التي تمر بها المنطقة سواء كانت سياسية او اقتصادية او أمنية على ضرورة الانتباه والتركيز على الأخطار التي تهدد أمن دول المجلس وشعوبه وسط ما يجري اليوم في الدول العربية قاطبة، خصوصا دول مجلس التعاون حتى وصل الخطر البحرين التي تعرضت للمحاولات الانقلابية ومحاولة نسف تاريخها الحضاري والإنساني ولما عرفت به من التسامح واحتضان الأديان بواسطة بعض الجمعيات السياسية وبعض التيارات وبعض الصحف ومن يعمل على سكب الزيت على النار وإثارة الجدل العقيم والنفخ في القضايا المثيرة للطائفية وخلق البلبلة وعدم مراعاة مصالح الآخرين حتى أن البعض يظن أن الديمقراطية هي له وحده وأن الديمقراطية هي الحجر على الآخرين وأن الديمقراطية هي إلغاء حقوق وحريات الآخرين متناسين أن شعب البحرين عاش سنوات وعقودا طويلة قبل الديمقراطية في سلام وأمان وتفاهم ووئام، لقد وصل الأمر الى نبش ملفات ما قبل المشروع الوطني مخالفين بذلك الدستور، لقد كان التسامح والانفتاح على العالم وتعدد الأفكار سمة المجتمع البحريني منذ القدم ولا نعرف لماذا يظن هؤلاء الذين يمتطون حصان الديمقراطية اليوم، يظنون انهم وكلاء على المجتمع ويصادرون حق الآخرين ويهددون كل ما تعارف عليه المجتمع البحريني خلال تاريخه القديم والحديث.
إن ظاهرة الصراخ والشعارات والمزايدات طالت أكثر مما ينبغي ولم نعد نتحمل المزيد وهي لم تجلب لنا حتى الآن إلا الخسارة ولا نريد أن نمضي في هذا الطريق اكثر مما مضينا فيه وعلى الجميع ان يعيشوا في هذا الوطن باعتباره وطن الجميع وليس لفئة تظن نفسها من يملك حق التعبير عن إرادة شعب البحرين الذي أثبت من خلال المواقف الوطنية الصلبة وقت المحن أنه هو جدار هذا البلد وليس من يزرع الفتن والإرهاب.
هناك شرائح وفئات واسعة من الشعب البحريني تؤمن بالانفتاح والتسامح والحرية للجميع وتؤمن بأن البحرين عاشت تاريخها كله معتمدة على التاريخ الحضاري والازدهار الاقتصادي وهذه الفئات ربما لا تتكلم ولا تجد منفذاً للتعبير عن رأيها رغم مطالبتنا لها بالكلام لكن ذلك يعطيها الحق لنقول باسمها دعوا البحرين تعيش كما كانت منذ عقود مضت بلا عقد ولا شعارات ولا مزايدات، أعيدوا للبحرين رونقها الذي كانت عليه قبل ثلاثين عاماً واحفظوا لها استقرارها لأنه لن يستفيد من هذه الفوضى سوى القتلة والمتربصين بأمن البلد والمنطقة، وحان الوقت للالتفاف والضغط الشعبي باتجاه تفعيل دعوة خادم الحرمين الشريفين بشأن الاتحاد الخليجي وهو صمام الأمان الوحيد ضد المؤامرة الكبرى التي تطل برأسها من كل جهة من الجهات الأربع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية