العدد 2207
الخميس 30 أكتوبر 2014
banner
حقائق مغيبة عن “الجمهورية” فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الخميس 30 أكتوبر 2014


ضحايا كثر يقتلون وتهدر دماؤهم ظلماً وبهتاناً على أيادي إيرانية غادرة، ثلاثة عقود وهي تستهدف الفئات التي لا تنتمي لمذهبها الرسمي لتبني أحكامها الشرعية على استباحة دم الآخر وأرضه وماله وأعراضه، وفي سياق هذا المفهوم بجذوره التاريخية نفذت أجنداتها واستخدمت العنف كوسيلة للضغط على أهل السنة وكبح أصواتهم، فهذه هي سياسة ولاية الفقيه ونظامه الظالم المستبد الذي دفع بسببه الشعب الإيراني المقاوم المناضل الحر ثمناً غالياً في سبيل تحقيق حريته وديمقراطيته.
إن مواقف إيران وعداءها للحريات واستمرارها في سياسة القمع واضحة وضوح الشمس، وللأسف وسط صمت دولي ومنظمات حقوق إنسان غير مبالية مكتفية بالشجب والاستنكار!
مؤخراً ازداد بطش النظام الإيراني خصوصاً مع الربيع العربي خوفاً من تكرار ما يحدث في البلدان الأخرى معها، وتفادي تمرد شعبها وتفجر الغضب على ما يتعرض له من اضطهاد ووحشية وهمجية.
من المواقف المؤلمة التي انتشرت في الآونة الأخيرة عبر وسائل التواصل لتأكد مدى دناءة هذا النظام وقساوته هي قمع الكثير من الفتيات غير المحجبات ورش وجوههم بالأسيد في مدينة أصفهان، وفي المقابل يواجه المجتمع الدولي هذا الإجرام بتقاعس ليمر مرور الكرام.
أكثر من ثلاثمئة ألف من أهل السنة يعانون اليوم من الظلم، فقد امتلأت سجونهم من صرخات عجزت عن الخروج من ظلمات الغدر، وتاهت وسط أياد امتد تاريخ بطشها لسنين سالبة حقوقهم وكرامتهم بعنجهية طائفية محصورة وفق مصالح جرفتهم بعيداً عن الإنسانية.
والموقف الآخر هو ما حدث مع “ريحانة جباري” التي هي واحدة من آلاف الضحايا وعصف الظلم والغدر طريقها، وجريمة جديدة تضاف في سجل جرائم هذا النظام، “ريحانة” فتاة لم يتجاوز عمرها 26 عاماً خريجة جامعية تخصصت في مجال التصميم الداخلي، تم إعدامها بسبب قتلها دفاعاً عن كرامتها وعرضها وشرفها لرجل المخابرات الإيراني المدعو “مرتضى عبدالله سرابندي” الذي حاول الاعتداء عليها واغتصابها بعد خداعها واستدراجها إلى بيته زاعماً حاجته لأخذ رأيها في كيفية تصميم وترتيب مكتبه.
إلا أن النظام الإيراني الجائر ترك المذنب الظالم وأصر على إعدام الضحية، حكم غير شرعي وغير قانوني جاء مستكملاً لسياستها في التطهير العرقي لتبقى هي ويموت الآخر، فقد أغلقت آذانها عن الأدلة والحقائق، منفذة حكم الإعدام رغم الحملة الدولية الكبيرة التي طالبت بإنقاذ حياتها وبراءتها، بالإضافة لمناشدتها منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية لكن دون جدوى فهي مشغولة ومتفرغة للوقوف أمام من يعترض مصالحها ضاربة كل منافذ النجاة بعرض الحائط!
هذه سياسة إيران ومنهجها العنصري الذي تساقط بسببه الكثير من الأبرياء وسالت دماؤهم ظلماً بتنفيذ عقوبات غير إنسانية بلا ضمير ورحمة، والهدف منها خلق ذعر وخوف في نفوس الشعب لأسرهم وتقييد حرياتهم وإجبارهم على الصمت عن حقوقهم، إلا أنه لن يدوم وسيحين بإذن الله يوم يخرجون فيه عن صمتهم ليذهب هذا النظام الباطل إلى مزبلة التاريخ، نأمل أن تكون ريحانة سببا في حراك شعبي حقيقي يكون بداية للنهوض، ووضع حد حاسم يقاوم العصابة الظالمة موحداً للصفوف وقاضياً على ذلك التطرف والطغيان والفساد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .