العدد 2138
الجمعة 22 أغسطس 2014
banner
المصريون بين التضحيات والتغريدات
ستة على ستة
الجمعة 22 أغسطس 2014

وقع الأمين العام لجمعية الوفاق البحرينية الشيخ علي سلمان في عدة أخطاء كبيرة عندما غرد مهاجمًا ومهددًا المصريين بالعودة إلى بلادهم في توابيت كما حدث مع بعضهم الذين استشهدوا وعادت جثثهم لأرض الكنانة في توابيت بعد أن قدموا أرواحهم فداءً للعروبة ولمساعدة أشقائهم في العراق في مرحلة تاريخية سابقة وبعد مواجهات حاسمة مع الدولة الإيرانية.
إن مثل هذا التهديد الذي كان له صدى واسع وأحدث مفاجأة هائلة في الأوساط العربية عمومًا والمصرية والبحرينية على وجه التحديد لما يحمله من دلالات خطيرة ليس أقلها ذلك الشعور السلبي الذي تحمله شخصية تمثل جمعية بحرينية تسعى على حد زعمها لإرساء قيم الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، في الوقت الذي يدعو أمينها العام إلى سلب الحق الجوهري في هذه الحقوق وهو الحق في الحياة من المصريين، وهو ما يدعونا إلى التساؤل عن الكيفية والآلية التي سيحقق بها الشيخ علي سلمان هذا التهديد الذي ينزع تمامًا كل ادعاء للسلمية التي يحاولون دومًا أن يقولوا ويوهموا العالم بأنهم لا ينحازون لسواها في مسعاهم نحو الدولة الديمقراطية.
إن الحادثة التي حاول الأمين العام للوفاق التذكير بها تمثل وسامًا على صدر جميع المصريين وتاجًا على رؤوسهم لأنها تقدم الدليل على ما يبذله المصريون من تضحيات وما يقومون به من أعمال في سبيل نصرة الحق العربي ومواجهة أعدائه المتربصين به والطامعين فيه وعلى رأسهم تلك الدولة الفارسية التي تحتل بعضًا من الأراضي العربية وتصول وتجول تخريبًا في بعض الدول العربية وتساند طاغية يقوم بسفك الدماء وقتل الأبرياء في الدولة السورية.
كما أن هذه التغريدة لأمين عام الوفاق تشير بكل وضوح إلى المشاعر الإيجابية والتفاهمات والتقاربات الجلية بين هذه الجمعية والدولة الإيرانية، حيث إن تضحيات المصريين في العراق وفي غيرها من الدول العربية هو أمر مقدر وعمل محمود من جميع القيادات والنخب العربية على اختلاف مشاربها ومذاهبها واتجاهاتها، ولا يمكن أن يكون عملاً مذمومًا إلا لدى أصحاب الأفكار المتعارضة والمصالح المتناقضة مع المصالح العربية.
والغريب في أمر تغريدة الشيخ علي سلمان أنها تأتي معاكسة له هو نفسه ومناقضة لتحركاته الدءوبة ومتعارضة مع سفراته المتواصلة للدولة المصرية وحرصه على الظهور في الإعلام المصري بين فترة وأخرى للتعبير عن مواقفه والإعلان عن آرائه والرد على منتقديه وتفنيد حجج معارضيه، وذلك إدراكًا منه لقيمة وأهمية الدور الذي تقوم به مصر قيادة وحكومة وشعبًا في الدائرة العربية باعتبارها الدولة التي تحمل هموم العرب جميعا مهما كانت الظروف التي تمر بها تلك الدولة والمرحلة التي تسير فيها والتحديات التي تواجهها.
تغريدة أمين عام الوفاق المهددة والمتوعدة للمصريين يمكن النظر إليها إما أنها محاولة من جانبه لإحداث الوقيعة والفتنة وإثارة البلبلة وهو أمر مستبعد تمامًا في ضوء العلاقات الوطيدة التي تجمع بين جمهورية مصر العربية ومملكة البحرين على المستويين الرسمي والشعبي، وإما أنها تعبير عن اليأس بإمكانية اختراق الدولة الإيرانية للجمهورية المصرية في هذه المرحلة التاريخية المهمة بعد أن أوشكت الدولة الفارسية على إنجاز هذه المهمة في مرحلة سابقة.
وأخيرًا، شعرت بنوع من الارتياح بعد فترة من الاستياء عندما قرأت خبرًا قد يقدم تفسيرًا جديدًا لمثل هذه التغريدات الغريبة والمثيرة المتناثرة هنا وهناك، حيث ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية في عددها الصادر في 21 أغسطس الجاري، أن أحدث الدراسات أكدت أن التطور التكنولوجي الذي نعيش فيه تسبب في تغيير السلوك المجتمعي والبشري، وأن مواقع التواصل الاجتماعي تزيد من نسبة الأنانية والغرور، لدى الشباب تحت 25 عامًا، وذلك بعدما أوضحت الدراسة أن هناك نسبة كبيرة من تلك الفئة تستخدم هذه المواقع لأغراض غير التي خصصت لها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية