العدد 2148
الإثنين 01 سبتمبر 2014
banner
غزة وحقيقة نصر الله طارق الشمري
طارق الشمري
ما وراء الحقيقة
الإثنين 01 سبتمبر 2014

في الوقت الذي ملأ فيه حسن نصر الله الدنيا صراخا ووعيدا تجاه إسرائيل، وفي الوقت الذي نصب فيه نفسه قائدا للمقاومة ضدها، وفي الوقت الذي قاد حربا إعلامية وسياسية ضدنا نحن الخليجيين، متهما إيانا بالعمالة مع إسرائيل، جاءت حرب قصف غزة لتكشف لنا وجه وشخصية هذا الإنسان، الذي ترك الفلسطينيين يواجهون مجازر إسرائلية ضد البشرية، وانشغل بقتال السوريين والمعارضة السورية. حقيقة لا يستطيع الإنسان العاقل وصاحب الضمير والمبادئ والإنسانية، ان يجد كلمات يصف فيها شخصية سفير إيران في لبنان المدعو حسن نصر الله، بعد ان كشف الله وجهه الحقيقي، ومبادئه وآيديولوجيته التي كان يخفيها علينا نحن العرب. فالكلمات والمفردات الموجودة في اللغة العربية وعلى مر التاريخ، لا يمكن لها ان تلائم وتتوافق وتنطبق مع دعمه لكل المجازر الإنسانية التي ارتكبها نظام بشار بحق الشعب السوري. ولكن الله سبحانه وتعالى كشف لنا كلا من بشار والمالكي وحسن نصر الله، واستهدافهم لكل ما هو عربي وخليجي بالذات.
فطوال السنوات الماضية، قام المدعو نصر الله بخداعنا والكذب علينا بمقاومته المزعومة ضد اسرائيل. وأخذ طوال هذه السنوات، يمثل علينا مسرحياته البهلوانية، وخطبه التي ملأت الدنيا وعيدا وصراخا وتهديدا. أخذ يهدد اسرائيل بمسحها من الوجود. واليوم، ينكشف حقد هذا المدعو نصر الله على العرب السنة والشيعة، بوقوفه مع نظام بشار والمالكي، وسكوته المخزي تجاه ما تعرض له أهل غزة.
حتى خطته عام 2006 عندما قام بحركة صبيانية والادعاء بمواجهة مع حلفائه اسرائيل، كان يريد منها حسب الاتفاق مع تل أبيب، ان تقوم اسرائيل بضرب لبنان كله، حتى لا يكون هناك أمن ويختلط الحابل بالنابل، وتتدخل ايران بشكل رسمي لتعزيز دور حزب الشيطان في لبنان. ومن ثمة تكبر رقعة ومساحة هذا الحزب. الا ان اسرائيل عرفت أن لا عهد لهم. فقامت بتركيز قصفها وضربها على المناطق التي كانت تحت سيطرته خصوصا بالجنوب وفي الضاحية الجنوبية، وقصمت ظهره قصما لم يتوقعه، حتى قال جملته المشهورة: “لو كنت أعلم أن هذا سيحدث ما قمنا بذلك”. وها هي إسرائيل تكسب الرهان. ويتم نشر مراقبين دوليين على حدودها مع لبنان. المهم ان اسرائيل تمادت في غيها وقامت بأكثر جرائم العصر انتهاكا لحقوق الانسان والمرأة وارتكاب مذابح ضد الإنسانية، في الوقت الذي ينشغل فيه حسن نصر الله بقتال السوريين، فهل هذه المقاومة؟ وهل هذه العروبة؟ انه المخطط الإيراني لقتل المسلمين ممن لا يؤمنون بنظريته. انه المخطط الإسرائيلي لقتل العرب كما دعت اليه الصهيونية.
لقد جاءت حرب الإبادة تجاه غزة لتعري ليس فقط حسن نصر الله، بل عرت أيضا زعماء من العرب والمسلمين، كان من المتوقع أن يكفوا شرهم على الأقل، عن الدعم الخفي لإسرائيل في استمرارها لهذه المجازر ضد اهل غزة. بالمقابل، كان الخليجيون يقومون بواجبهم الأخلاقي والإسلامي تجاه غزة. فقدموا المساعدات الخيرية. وكشفوا إعلاميا من ساند اسرائيل بالخفاء. وعملوا على محاولة وقف اطلاق النار لوقف هذه المجازر، بقيادة عملت المستحيل من اجل ايقاف نزيف الدم الفلسطيني. فهؤلاء هم الخليجيون يا حسن نصر الله ويا مالكي ويا بشار، وممن سار بفلككم ممن انتسب للعروبة وممن انتسب للإسلام.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .