العدد 2137
الخميس 21 أغسطس 2014
banner
داعش نصر الله (2 - 2) طارق الشمري
طارق الشمري
ما وراء الحقيقة
الخميس 21 أغسطس 2014

يورد كاتبوا التقرير تأكيدات بأن الدعم الشعبي الخليجي، سواء الخيري لمساعدة اللاجئين السوريين أو الديني من خلال الخطب وفتاوى الدعم لشعب سوريا والعراق، بالإضافة الى التعاطف الشعبي العربي والإسلامي لقضية العراق وسوريا، كل ذلك ساهم في اعتقاد هؤلاء الداعشيين بأنهم مدعومون شعبيا ودينيا وإسلاميا، مما سيزيد وسيعمق الآيديولوجية المتطرفة لديهم. وبالتالي وعند عودتهم لبلدانهم الأصلية، سيتسببون في صدام فكري بل وحتى أمني مع السلطات، تماما كما حدث مع الأفغان العرب إبان تسعينيات القرن الماضي.
وتسلط الدراسة الضوء على أعضاء تنظيم بيت المقدس، كأحد الشواهد على وجود فرع آخر من الداعشيين العائدين من سوريا وتصادمهم مع سلطات بلدانهم، وهم الذين يطلق عليهم «السلفيون الجهاديون» ومواجهاتهم المسلحة المتكررة مع السلطات المصرية في سيناء، واستهدافهم لمقومات الدولة المصرية اقتصاديا وأمنيا بل وحتى دينيا مع الطائفة القبطية. كما ويسلط الضوء أيضا على الداعشيين اللبنانيين الذين عادوا الى لبنان، وتصادموا أمنيا مع أعضاء حزب الله والعلويين، ونقلوا صراعهم مع حزب الله والعلويين من سوريا الى لبنان. كما أن هناك تخوفا غربيا من احتمالية حدوث مثل هذا الأمر في البلدان الغربية التي ينتمي اليها هؤلاء الداعشيون في المستقبل مع تسليطهم الضوء على الدول الغربية، التي قد تتعرض لمثل هذه المواجهات الأمنية في المستقبل.
ويركز الباحثون في تقريرهم على الخطر الذي قد تتعرض له دول الخليج بلا استثناء، جراء تنامي قوة ونجاحات أعضاء داعش بشكل خاص، والتنظيمات الأخرى بشكل عام في العراق وسوريا. فهذه الدول، «حكومات وشعوب»، وحسب رأيهم تعاطفت بشكل كبير مع الثورة السورية ومطالب السنة المهمشين في العراق. وبالتالي فإن هناك من سيعتقد من هؤلاء الداعشيين الخليجيين، بأنهم يقومون بمهمة الجهاد المقدس في سوريا والعراق. وعند عودته الى الخليج سيعتقد أيضا أنه سيجد الترحيب بأفعاله وأفكاره المتطرفة من قبل المجتمع، وستجعله أفكاره يتصادم مع الجهات الأمنية في تكرار لسيناريو الأفغان العرب. ويسرد الباحثون أيضا أدلة تتعلق بما يعانيه اليمن الجار الخليجي، من وجود أعداد كبيرة من ليس القاعدة فقط، بل وحتى الداعشيين وبقية التنظيمات، واحتمالية ان يكون مركزا خلفيا لانطلاق ارهاب هؤلاء المقاتلين ضد دول الخليج، مما يتطلب تنسيقا أمنيا واستخباراتيا على اعلى المستويات من قبل السلطات الخليجية.
يبقى شيء واحد لابد من الجهر فيه وهو ان هذا التنظيم الإرهابي هو صناعة أميركية كما أن حزب الشيطان بقيادة نصر الله صناعة ايرانية. إن هذا التنظيم الإرهابي لا يمثل المسلمين كما أن حزب الشيطان لا يمثلهم. فالإسلام هو انقى ممن خدعنا سنوات بقضية المقاومة ضد إسرائيل، وها هو الآن يقاتل بسوريا ويترك الأبطال الفلسطينيين يقاتلون وحدهم. والإسلام انقى ممن ترك الإسرائيليين ليتفرغ لقتل المسلمين والمساكين والأيزيديين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .