العدد 2136
الأربعاء 20 أغسطس 2014
banner
داعش نصر الله (1 - 2) طارق الشمري
طارق الشمري
ما وراء الحقيقة
الأربعاء 20 أغسطس 2014

الانتصارات التي يحققها تنظيم “داعش” الإرهابي في كل من سوريا والعراق، والتصريحات الأميركية بأن هذا التنظيم يهدد أمن الولايات المتحدة، جعل الخليجيين يتخوفون من أن أحلام هذا التنظيم لا تقف فقط عند حدود العراق وسوريا، بل قد تتتعدى ذلك الى الأراضي والمجتمع الخليجي نفسه. ولا يزال الخليجيون يذكرون جيدا أن دعمهم ومساندتهم لأفغانستان اثناء الصراع الأفغاني الروسي، خلق فئة من الخليجيين والعرب سميت لاحقا بالأفغان العرب. وهم فئة قاتلت الروس في افغانستان حتى انسحاب القوات الروسية من كابول. ومنهم من عاد للخليج بعد تحرير افغانستان وألقى سلاحه وعاش حياة طبيعية بعد تلك التجربة. ولكن أيضا بقي في افغانستان العديد من العرب والخليجيين، حيث اعتبروا أن معركتهم لم تنته، وكونوا لاحقا مع زعيمهم أسامة بن لادن ما يسمى بتنظيم القاعدة، وأعلنوا الجهاد ضد الولايات المتحدة. وشهدت منطقة الخليج انتشارا لأفكار هذه الفئة العائدة من افغانستان، حيث تسببوا بمواجهات أمنية مع السلطات الخليجية، علاوة على غلوهم وتطرفهم الديني. وها هو التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى بنفس السيناريو، حيث يتخوف الخليجيون من تكرار تجربة الأفغان العرب بنسختها السورية والعراقية، من خلال ما قد يقوم به الخليجيون العائدون من كل من سوريا والعراق من ممارسات وأفكار متطرفة، لا تتناسب مع الطبيعة الخليجية من تسامح وتراحم ونبذ للطائفية والتطرف. هذا في الوقت الذي حذرت فيه وكالات امنية غربية من الخطر الذي قد تشكله هذه المجاميع على المجتمع الأوروبي وأمنه واستقراره.
وأصدر معهد دراسات الأمن الوطني “إن أس أس” الأسبوع الماضي، دراسة تحليلية عن الخطر الذي قد تتعرض له دول الخليج والشرق الأوسط بشكل عام، جراء وجود وتنامي قوة ما يصفه البعض بالنسخة السورية والعراقية من الأفغان العرب، الذين يقاتلون في كل من سوريا والعراق ضد نظام الأسد، وضد طائفية المالكي. وتولى كتابة هذه الدراسة خبراء ومحللون متخصصون بشؤون الخليج والشرق الأوسط وهم إيلاد هوشمان، يوئيل غوزانسكي، يورام شفايتزر ونوا كاتسر.
ويشير كاتبوا التقرير الى وجود أعداد لا يستهان بها من الخليجيين، انخرطوا في صفوف هذه التنظيمات العسكرية التي تقاتل في كل من سوريا والعراق، خصوصا داعش وجبهة النصرة والجيش الحر وغيرها. كما أشاروا الى ان بعض هؤلاء الخليجيين يصنفون على انهم الجيل الثاني من القاعدة، والذين اكتسبوا خبرة قتالية أواخر التسعينيات حتى سقوط طالبان، ووظفوها خلال معاركهم في العراق وسوريا. ويذكر كاتبو التقرير أن السبب الرئيسي لولادة ما يطلق عليه “الداعشيون”، هو شعورهم بأن العراق وسوريا محتلتان من قبل الهلال الشيعي، وتحالف الميليشيات الإيرانية والعراقية وحزب الله، ضد عروبة العراق وسوريا وإلغاء المكون السني، وتغييبه عن المشهد السياسي والديني بهاتين المنطقتين، مما جذب أيضا أعدادا لا يستهان بها من المتطوعين من شمال افريقيا وآسيا الوسطى وحتى أوروبا نفسها. وبالتالي سيخلق آيديولوجية دينية متطرفة لدى هؤلاء المقاتلين قد تستهدف بلدانهم، بما فيها دول الخليج، حسب قولهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .