العم سام هو شخصية وطنية حقيقة ورمز لحكومة الولايات المتحدة، يرتدي بنطال مخطط وقبعة رأس. مهنته تاجر لحوم وسياسي من الجزء الشمالي في نيويورك. أسمه سامويل ويلسون وُلد في آرلينغتون ماساتشوستس عام 1766م. حينها مدينته الصغيرة أسمها مينو تومي.
كان الفتى سامويل يؤدي واجبه طبّال وعمره ثمان سنين. وفي صباح يوم من نيسان عام 1775م، دوّت رصاصة أُطلقت وسُمعت من ليكسينغتون القريبة، فانتهز هو المبادرة وقرع طبله أمام الجنود البريطانيين منبّها بذلك أبناء وطنه من تقدم الإنكليزي إلى مينو تومي. فعل هذا حماية ووطنية دفعت به بعد ذلك أن يلتحق بالجيش.
بعدها انتقل إلى تروي نيويورك عام 1789م وفتح شركة توضيب لحوم، وذاع أسمه وعُرف بالعم سام. عام 1812م اندلعت حرب الأمريكان ضد الإنكليز، وكان متعهدا ضمن عقد أبرمه بتزويد الجنود اللحوم، واجتهد أن يكتب على أقفاصها حرفين كبيرين US، وهي اختصار الولايات المتحدة لتأكيد أنها من إنتاجه مخصصه للعسكر. المفتشون لاحظوا وجود US فسألوا موضب اللحوم معناها وسبب وجودها في كل مكان، فأجابهم مازحا أنها العم سام Uncle Sam، وهكذا شاع واستمر الاسم خطأ. تلك التسمية كانت تشمل كل المؤن العسكرية، وبلغ أثرها إلى حد أعتبر الجنود أنفسهم رجال العم سام.
يُذكر أن أول ظهور إعلامي للعم سام كان في صحيفة نيويورك انجلاند عام 1820م، وصورته حليق الذقن في قبعة رأس سوداء وسترة خطافيه أي رسمية مشقوقة الذيل. وصورة أُخرى تاليا في لحية عهد الرئيس أبراهام لينكولن تيمّما بلحية الرئيس التي أصحبت نزعة تلك الفترة.
تُوفيّ العم سام عام 1845م وشُيد له شاهد قبر عام 1931م في أكوودفي تروي كُتب عليه “في ذكرى العم سام المحببة، الاسم الذي انبثق عن سامويل ويلسون.
الرسامون منذ أواخر القرن التاسع عشر تخيلوا العم سام في لوحاتهم؛ فمنهم أظهره بملابس وطنية بنطال أحمر تتخلله خطوط مقلمة بيضاء، وقبعته مضاف اليها نجوم وخطوط تجسد زّيه علم بلده، وهناك من رسمه طويل نحيل أجوف الخدين، ويشبه كثيرا صورة أبراهام لينكولن، وكذلك الرسام الأمريكي جايمس مونتغمري في القرن العشرين أبرز العم سام متجهم الوجه صلب الذراعين وإصبع مصوّب نحو تعليق على إعلان "أريدكم من أجل جيش US، وفي الإعلان يظهر العم سام على عَلَم.
عُرفت في عهد الرئيس جون كنيدي جمعية العم سام حيث صدر فيها مرسوم بحضور ثمان وسبعين من أعضاء الكونغرس نص على التالي “الكونغرس يحيي (العم سام ويلسون) من تروي نيويورك كسلف للرمز الوطني الأمريكي (العم سام)".
ومما يُذكر أنه في عشية عام 1821م ألقى ويلسون خطابا عما يجب على الأميركيين أن يفعلوه لصيانة عظمة بلادهم قائلا: “إنها تبدأ مع كل واحد منا بإعطاء الأكثر قليلا، بدل من الأخذ والحصول كل الوقت فقط". هذا الكلمات تم ذكر ما يشبهها بعد زمن في خطاب الرئيس جون كنيدي حين توليه الرئاسة الأمريكية عام 1961م وهو يقول: “لا تسأل عما تستطيع أميركا أن تفعله من أجلك، بل اسأل ماذا تستطيع أن تفعله من أجل بلدك".
هكذا كانت شخصية سامويل ويلسون، حيث استقرّت في ذاكرة أجيال أمريكا كرمز وطني، جعلهم يصفوا كُنيته باختصار حرفين US امتزجت مع أسم الولايات المتحدة بنفوذها وأثرها.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |