منذ القدم وشعب المملكة ينعم بنعمتين قلّما نجدهما في الكثير من بلدان العالم، الأولى نعمة البحر، والأخرى نعمة البر، نحن اليوم بصدد الحديث عن موسم التخييم في البر لأنه محدد بفترة زمنية معينة من 20 نوفمبر حتى 20 فبراير، في تصوري أنها فترة مناسبة لجميع مرتادي البر، وتفي بالغرض، وذلك لقضاء أيام وليال ممتعة والحنين للماضي وتوثيق الذكريات الجميلة في هذا التوقيت من شهور السنة مع أفراد الأسرة أو مع الأصدقاء والمعارف.
عندما يبدأ هذا الموسم المميز يعود بي شريط الذكريات إلى سنوات الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وكيف كانت البساطة بين المواطنين المخيمين وتحديدًا في منطقتي الصخير والعمر، وإمكانياتهم المتواضعة من خيام صغيرة الحجم ومعدات الطبخ وحفر الأرض وتجميع الخشب وإشعال النيران للشواء وتسخين الماء والتدفئة والإقامة لمدة قصيرة لا تتعدى فترة إجازة الربيع وهي 15 يومًا أو ما يقارب ذلك، أو التخييم في الإجازة الأسبوعية، وهي ليلة الجمعة فقط، أو الجلوس في البر من الصباح لغاية المغرب بدون خيام كما يحلو للكثير من الناس في تلك الحقبة الزمنية الجميلة، في تلك السنوات لم تكن أعداد المخيمين بالصورة التي نشاهدها اليوم “ذي يم ذي”، إنما كانت خيام المخيمين متباعدة وبمسافات شاسعة بين خيمة وأخرى، محافظة على الخصوصية التي يحرص عليها السواد الأعظم من المخيمين، خصوصًا العائلات، وقتها كانت الناس تشعر بقيمة تغير المكان والاستمتاع بجمال الطبيعة وهدوء المنطقة من خلال الإقامة القصيرة في البر، الآن التخييم اختلف تمامًا في الكثير من الأمور، يأتي على رأسها الرفاهية الزائدة وغير الضرورية عند الكثير من المخيمين.
على أية حال نتطلع أن يكون موسم تخييم موفقًا بدون حوادث أو منغّصات، والأهم على جميع المخيمين الالتزام والتقيد بالضوابط والإرشادات والتعليمات التي بدورها تحافظ على سلامة مرتادي البر. وعساكم عالقوة.
كاتب بحريني