من نعم الله تعالى على البلاد والعباد هطول أمطار الرحمة والخير والبركة والتفاؤل، فالغيث عندما ينهمر من السماء تنشرح نفوس البشر وتخضرّ الأرض ويثمر الشجر، وتصبح المناظر والصور غاية في الجمال والروعة، فالمطر عطر الشتاء، له إحساس مميز ورونق خاص نشعر به من خلال مشاهدتنا قطراته العذبة.
هذه الأيام نتابع التصريحات والاستعدادات وخطط الطوارئ الاستباقية لموسم الأمطار القادم، والتي تقوم بها كل الوزارات والقطاعات الحكومية المعنية بهذا الأمر، وبدورنا نقدر ونثمن ما تقوم به من جهود كبيرة من أجل سلامة وأمن وراحة المواطنين والمقيمين وضيوف البلاد، وبالمناسبة الأمطار التي تهطل على محافظات المملكة كل عام تكاد تكون قليلة نسبيًّا مقارنة بدول الخليج العربي أو بالدول الأخرى. وبالموسم الماضي للأمطار شاهدنا جميعًا حجم التلاحم والتعاون والتكامل بين جميع الوزارات الحكومية المختصة بهذا الشأن، وذلك لمواجهة الحالات المطرية التي هطلت على البلاد والعباد، وتابعنا أولًا بأول الجهود الجبارة والأعمال الشاقة التي بذلت من قبل كبار مسؤوليها كالوزراء والقياديين ومتابعتهم المباشرة كل حسب اختصاصه، وذلك لمعالجة مجريات أوضاع الشوارع والطرقات والمساكن والمباني وغيرها من المواقع في ظل ظروف مناخية استثنائية غير مسبوقة، ولله الحمد خرجنا منها سالمين بأقل الخسائر في الأرواح والممتلكات ونأمل أن تكون الاستعدادات هذا العام أكبر من الموسم الماضي. الآن تتصدر حديث الناس في البحرين كيفية القضاء ومكافحة انتشار البعوض، الذي عادة ينتشر بشكل مخيف بعد مرحلة توقف هطول الأمطار، حيث لم يتم علاج هذا الأمر بالشكل المطلوب وفق الخطط الموضوعة لمكافحة تلك الحشرات الضارة خلال الموسم السابق، وبالتالي تسبب ذلك في حدوث أضرار صحية ونفسية للأفراد، وعليه المطلوب من الجهات الحكومية المعنية أن تعطي هذا الأمر أهمية قصوى منذ الآن. وعساكم عالقوة.