مع بداية افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي السادس لمجلس النواب، الذي بدأ أعماله يوم الأحد، نتطلع بوصفنا مواطنين لأن يكون أداء جميع أعضاء المجلس أفضل مما قدموه في الدور الأول والثاني، إذ كان أداؤهم وبحسب رأي السواد الأعظم من الناخبين، تشريعيا ورقابيا، ضعيفا، ونتائجه لا ترتقي للحد الأدنى من تطلعات وآمال واحتياجات المواطنين، وبالتالي على كل أعضاء مجلس النواب التفاعل الحقيقي المسؤول مع قضايا الشعب، والعمل الجاد والسعي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والقيام بأداء أفضل مما سبق، وتعويض ناخبيهم وتلبية مطالبهم المشروعة، فهناك ملفات ساخنة اقتصادية وسياسية واجتماعية على رأسها الملف المعيشي والحياتي للمواطنين أصحاب المدخول الشهري الضعيف والمتوسط.
حاضرا، لا وجود ولا مكان لأولئك النواب الذين يلتزمون صمت القبور طيلة ساعات جلسات المجلس وأثناء اجتماعات لجانه، إذ أصبح وأمسى وجودهم فوق كراسي البرلمان كعدمه “يحضرون جلسات المجلس وكأنهم خشب مسندة، لا مشاركة ولا مداخلة ولا سؤال ولا استجواب ولا حامض حلو ولا شربت، أيهفون البوفيه الفاخر ويغزرونها سوالف وهذرة، ويطقون سلف ويروحون بيوتهم، ونهاية الشهر كل واحد منهم يهبش له راتب فلكي”. في الآن نفسه ندرك تمام الإدراك أن أولئك النواب لا يمتلكون العصى السحرية، لكن بصفتي مواطنا من عموم الشعب، من حقي المشروع أن أحلم بأن يكون لدينا مجلس نواب أكثر قوة وتأثيرا في أداء مهماته الرقابية والتشريعية والمحاسبة، وأن يكون كل الأعضاء فاعلين، مع ذلك وهذا المطلوب أن يكون العمل البرلماني عملا جماعيا منظما، الذي بدوره يقوي دور المؤسسة التشريعية، وهذه مسؤولية أعضائه الأربعين. وعساكم عالقوة.