تتميز الأسواق الشعبية في المملكة - خصوصًا تلك التي تقام في المواقع المفتوحة - بأجواء جميلة وعبق خاص، وتمثل معلمًا للتراث والذاكرة الوطنية، وبوجودها تعزّز الاستدامة الاقتصادية، فهي بالفعل وسيلة جذب مهمة للمتسوقين، وتشجّع الكثير من الناس من جميع الأعمار على الحضور والتواجد خلالها. لذا فإن الأسواق الشعبية لدينا تختلف تمامًا عن غيرها من الأسواق الأخرى المغلقة كالمجمعات التجارية الضخمة المنتشرة في كل أصقاع المملكة، والتي أصبحت السمة في حراك عملية البيع والشراء، إلا أن الأسواق الشعبية لها قيمة تاريخية كبيرة، خصوصًا عند كبار المواطنين والكثير من شرائح المجتمع الأخرى، وستظل تعلن حضورها بقوة وستبقى من الأماكن السياحية والترفيهية ونقاط التبضع المرغوبة التي تجذب أعدادًا كبيرة من المواطنين والمقيمين وضيوف البلاد من كل دول العالم، لقضاء أوقات ممتعة، خصوصًا في مثل هذه الأجواء الشتوية الجميلة.
  إن الأسواق الشعبية الموسمية التي تقام في المملكة تمثل مصدرًا من مصادر الرزق الحلال، بل وتدعم العمل وتحث على الإنتاجية والإبداع والابتكار للمواطنين، وتشجعهم على عرض منتوجاتهم وبضائعهم أمام الزوار كي يختاروا احتياجاتهم ورغباتهم، ولدينا الآن سوق من أجمل الأسواق الشعبية الموسمية، أي النسخة الثانية عشرة من سوق المزارعين البحرينيين، والذي افتتح في السابع من شهر ديسمبر 2024، والذي يستمر لغاية 22 فبراير 2025، بحديقة البديع النباتية العريقة، وأمانة لا يختلف اثنان ممن قاموا بزيارته والتبضع من منتوجاته البحرينية بأن هذا السوق ترك بصمة في نفوسهم، فهو يتفرد بجميع النواحي، وقد لعب دورًا مهمًّا في الحفاظ على الكثير من محاصيلنا الزراعية ومحاولة زيادة إنتاجيتها والاستدامة بها من خلال الاستعانة بالتقنيات والنظم والأساليب الزراعية الحديثة. وعساكم عالقوة.