إن التضحية بالروح والدم ليست أمرا سهلا، خصوصا إذا كان الهدف الرئيس هو الدفاع عن أمن وسلامة وكرامة المملكة وسيادتها ومكتسباتها الحضارية والتنموية، وكي يبقى ويعيش شعبها وبقية شعوب دول الخليج العربي والمنطقة في أمن وأمان وطمأنينة واستقرار، فهي من أقدس وأعظم التضحيات على الإطلاق، ولا يقوم بهذا الواجب العظيم إلا أولئك الأبطال الأوفياء أصحاب الولاء المطلق والقيم الأصيلة، الذين عملوا بإخلاص وتفان في صفوف قواتنا العسكرية والأمنية، والذين نذروا أرواحهم الطاهرة منذ اليوم الأول الذي التحقوا به في تلك المؤسسات من أجل الدفاع عن البلاد والعباد.
وبتضحياتهم البطولية تلك شكلوا علامة مضيئة في تاريخ مملكة البحرين وسجلها المشرف، ففي ذكرى يوم الشهيد الذي يصادف 17 ديسمبر من كل عام، وهي مناسبة مشرفة في مسيرتنا الوطنية لما لها من وقع خاص وتأثير عميق في نفوسنا، من منطلق الفخر والاعتزاز والتباهي بالبطولات والملاحم والأعمال الجليلة والتضحيات لشهداء الواجب الوطني، أينما استشهدوا داخل وخارج المملكة وهم يؤدون واجباتهم الوطنية المقدسة في الميادين العسكرية والمدنية والإنسانية والإغاثية، الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة مجسدين أسمى وأنبل قيم الفداء والشجاعة والإقدام، فسطروا بدمائهم الزكية أرقى معاني البسالة والعطاء.
وفي يوم شهداء الواجب الوطني لا يسعنا إلا أن نقف ترحما لأرواح من ضحوا بالغالي والنفيس وحملوا أرواحهم على أكفهم وبذلوها من أجل رفع هامة الوطن شامخة، وستبقى السيرة العطرة لشهدائنا أوسمة متجذرة ومحفورة على صدورنا ما حيينا وستتوارثها الأجيال القادمة. وعساكم عالقوة.