انطلق دوري أبطال أوروبا لموسم 2024 - 2025 بحلته الجديدة غير المعتادة، وسط الكثير من الآراء المتضاربة بين مؤيد لنظام البطولة الجديد وبين معارض لها، حيث يعتقد البعض أن النظام السابق للبطولة كان جيدا ولم تكن هناك حاجة كبيرة تستوجب إحداث تغيير شامل في نظام البطولة!
في حقيقة الأمر أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اضطر إلى تغيير نظام البطولة؛ في محاولة منه للتصدي لبطولة السوبر ليغ المزمع إقامتها قريبا، والتي يقود مشروعها رئيس نادي ريال مدريد الإسباني، حيث عمد اليويفا إلى زيادة عدد الفرق من أجل لعب مباريات إضافية ستستهم في زيادة مردود الأندية المشاركة في البطولة، إضافة إلى اعتماده نظاما جديدا للبطولة، ربما يكون في نظر اليويفا أنه سيسهم إلى حد كبير بزيادة المتعة والإثارة فيها، وقد يكون عاملا مساعدا في إقناع بيريز بفكرة التخلي عن مشروعه الكبير، بيد أن ذلك لن يحدث حتما؛ لأن بيريز كان يسعى من فكرة إقامة السوبر ليغ إلى زيادة كبيرة في مردود الأندية المشاركة في البطولة، بينما اليويفا اكتفى بزيادات طفيفة في مردود الأندية وحجم الجوائز المالية المقدمة فيها، وهذا لن يقنع بيريز وأعوانه بكل تأكيد!
النظام الجديد لدوري الأبطال سيمنح الفرق الكبيرة والقابعة تحديدا في المستويين الأول والثاني في البطولة، فرصا أكبر للتأهل للأدوار الإقصائية عما كان عليه في السابق، فسابقا كانت القرعة لا تنصف بعض الفرق الكبيرة وتوقعها بمجموعات صعبة، في الوقت الذي تكون فيه بعض الفرق الأخرى الأقل مستوى بأريحية تامة في مجموعات أخرى، ولذلك كنا نشهد توديع العديد من الأندية الكبيرة للبطولة من الدور الأول. وبالتالي كان الدور الثمن النهائي غالبا ما يشهد العديد من المواجهات السهلة لبعض الفرق الكبيرة!
وإذا ما سارت الأمور بوضعها الطبيعي دون حدوث مفاجآت مدوّية في الدور الأول فإننا سنكون على موعد مع مواجهات نارية مرتقبة في الأدوار الإقصائية للبطولة، وهذا ما تحبذه الجماهير المتابعة للبطولة؛ حتى تزيد حدة الإثارة والشغف والحماس!