الكلمة السامية في القمة العربية الدورة 13 في الأردن - 27 مارس 2001
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب الجلالة الأخ العزيز الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة رئيس المؤتمر.
القادة الأشقاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فمن دواعي التفاؤل أن يلتم شملنا من جديد في قمة عمان بعد أن التقينا في قمة القاهرة برئاسة فخامة الأخ الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، وذلك بعقد القمة العربية بصفة دورية تعبيراً عن إرادة أمتنا في معالجة قضاياها المشتركة بمسؤولية قادرة على مواجهة الواقع والعصر، فيد الله مع الجماعة
أيها الأشقاء،،
إن العمل العربي المشترك يتطلب استراتيجية قومية، تستشرف طبيعة المرحلة المقبلة وما تحمله إلينا من مختلف الاحتمالات، وما ذلك ببعيد المثال، إذا صدقنا العزم، وواصلنا التلاقي بروح الأسرة الواحدة، وهي الروح التي دفعت أشقاءكم في البحرين لتجديد مسيرة التلاحم الوطني في استفتاء الإجماع على ميثاق التحديث الشامل، ثم شملت هذه الروح بفيضها المبارك سيعيد العلاقات الأخوية مع دولة قطر الشقيقة بتجاوز الماضي، وبدء صفحة من التعاون المخلص بينهما بما يصون الاستقرار والأمن في هذه المنطقة الحيوية من الوطن العربي مقدرين للأشقاء في قطر تجاوبهم الكريم بقيادة صاحب السمو الأخ العزيز الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبذلك كسبنا معركة المستقبل معاً وأصبحنا على طريق التكامل.
ونحن على ثقة أيها الإخوة أن مثل هذه الروح البناءة يمكن أن تكون كذلك سبيلاً لعودة التلاحم القومي بين دول أمتنا استجابة لتطلعات شعوبنا الناهضة التي تلمس نبضها الحي في كل أرض عربية مواكبة للتحول الكبير في مسيرة التقدم الإنساني بما يحقق الغد الأفضل لأمتنا العربية.
ولنا وطيد الأمل بأن هذه القمة المباركة ستتوصل بإذن الله إلى إجماع فعال بشأن القضايا القومية المطروحة أمامها وذلك بإقرار تفعيل التضامن العربي، ودفع مسيرة التكامل الاقتصادي إلى ما تقتضيه المصالح العربية المشتركة وبلورة موقف عربي لدعم مسيرة السلام الشامل في الشرق الأوسط بما يضمن الاستقرار والأمن السائر شعوب ودول المنطقة، ويحقق المطالب الوطنية العادلة للشعب الفلسطيني الشقيق والمتمثلة في تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس كما يؤدي إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة إلى خط الرابع من يونيو عام 1967 وهي القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة، والجولان العربي السوري والأجزاء المتبقية من جنوب لبنان.
وأملنا في الله كبير أن هذه الأمة التي حباها الله بكل المقومات التي رفعت شأنها بين الأمم، بمقدورها اليوم أن تتجاوز الوضع الراهن إلى أفق رحب من العمل المشترك الفعال بين منظومة التجمعات العالمية ذات التأثير في صياغة التوجهات السياسية لعالمنا المعاصر.
وفي هذا المنعطف من مسيرة الجامعة العربية فإنه يطيب لنا أن نعرب عن التقدير والشكر لمعالي الأخ الدكتور عصمت عبد المجيد بمناسبة انتهاء فترة ولايته الحافلة، مؤكدين دعم ومساندة دولة البحرين لترشيح معالي الأخ عمرو موسى أميناً عاماً للجامعة العربية، معربين عن ثقتنا بأنه سيتمكن من القيام بدور فعال في تعزيز العلاقات العربية بما تعهده فيه من خبرة ومقدرة.
وفقنا الله إلى سواء السبيل..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.