ما يحدث في قطر من فوضى دائرة مع شريحة واسعة من أبناء الشعب المغلوب على أمرهم، هو ترجمة واقعية ومباشرة لقوله تعالى “أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم”، فبعد عقود طويلة من المحاضرات المفبركة والبرامج المعلبة لقناة الجزيرة، وبعناوين مناصرة الشعوب الضعيفة وحقوق الإنسان، وبقية هذا “الباكج” المزيف، تدور الدوائر اليوم على قطر نفسها، وبشهادة مواطنيها، بأن هناك ظلما وجورا وشقاقا وإهانة وتسقيطا.
وكما كان البعض يسد أذنا بالطين وأخرى بالعجين، حتى لا يستمع لنا ويعرف لماذا نتصدى بشراسة للإعلام والتدخلات القطرية.. بات الكل اليوم يعلم جيدا في قطر وخارجها، لماذا؟ وبسبب من؟ ولأجل ماذا؟
ما يحدث بالدولة الجارة اليوم، من تعديات ولجم السن وإقصاء وكنس الهوية، هو سياسة النظام القطري المتجددة وغير الجديدة، السياسة التي حاول البعض لأسباب خاصة ونفعية أن يشيح وجهه عنها لعقود من الزمن، لكنها كالجمر تحت الرماد، موجودة وباقية.
ما يحدث بقطر الآن، هو تخط صارخ لكل الاتفاقيات الدولية والأممية وحقوق الإنسان، وهو تعد على حقوق الفرد، والمواطنة، واستقواء على الناس، ودخول فج بدهاليز مظلمة، ستوجد الشقاق في البلد، وهو أمر متوقع متى ما كانت سياسة الدولة خارج المنظومة الخليجية والعربية، وخارج علاقات حسن الجيرة والأخوة ورباط الدم.