+A
A-

وزير الخارجية: تعاون مع سوريا في التعليم والتجارة

أكد وزير الخارجية البحريني الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، خلال مؤتمر صحفي، عقد على هامش زيارة رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع مملكة البحرين، أن جلسة المباحثات الموسعة التي عقدت بين مملكة البحرين والجمهورية العربية السورية، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، تناولت آخر مستجدات الأوضاع في سوريا، والجهود التي تبذلها الحكومة السورية في مجال الأمن والاستقرار والحفاظ على الوحدة الوطنية وتماسك المجتمع السوري بكافة مكوناته، إضافة إلى تلبية تطلعات الشعب السوري في الحياة الكريمة، ومساعي دمشق للتواصل مع المجتمع الدولي بهدف تحقيق الأمن السياسي والتنموي في هذه المرحلة الدقيقة.

ونقل الوزير تأكيد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم على دعم مملكة البحرين لاستقرار سوريا ووحدة أراضيها، ومساندة جهودها لتحقيق السلم والأمن والاستقرار، ورفع العقوبات الاقتصادية، واستعادة دورها الفاعل على المستوى الإقليمي.

وأشار الزياني إلى أن المباحثات شملت أيضًا بحث مسارات التعاون الثنائي بين البلدين، وإمكانات تطويرها في مجالات التجارة والطيران المدني والطاقة والصحة والتعليم، بما يعزز المصالح المتبادلة ويعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.

كما نقل الوزير إشادة جلالة الملك بما حققته الحكومة السورية من خطوات بناءة لتكريس وحدة الشعب السوري، واعتبرها نهجًا هامًا لمواجهة التحديات المعقدة التي تمر بها البلاد، إضافة إلى جهودها المستمرة لضمان استقرار وأمن المنطقة.

وأكد جلالة الملك، وفق ما نقله الوزير، على أهمية نتائج ومخرجات قمة البحرين في تكريس التضامن العربي، ودعم جهود إحلال السلام الشامل وحماية الأمن والاستقرار الإقليمي، معربًا عن تمنياته لقمة بغداد بالنجاح والتوفيق في تعزيز التعاون والتكامل العربي.

واختتم الوزير بالقول إن جلالة الملك وجه إلى مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين على مختلف المستويات، ومراجعة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة لتفعيلها، مع تبادل الوفود في شتى المجالات، بما يعزز العلاقات الأخوية والتعاون المشترك بين البحرين وسوريا.

أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، خلال مؤتمر صحفي مشترك في المنامة، أن زيارته إلى مملكة البحرين تمثل "لحظة فارقة" في تاريخ العلاقات الثنائية، حيث تُرسم فيها صفحات جديدة تتسم باحترام عميق وتطلع مشترك نحو مستقبل واعد بالتعاون بين البلدين الشقيقين.

وأعرب الشيباني عن بالغ سروره واعتزازه بالوقوف على "أرض درة الخليج"، مملكة البحرين، واصفًا إياها بأرض "الصداقة والأخوة والعراقة"، ومشيدًا بما تحمله من تاريخ حافل بالحكمة. ووجه الشكر والتقدير لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، ولحكومة البحرين وشعبها، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، الذي يعكس أصالة ونبل الشعب البحريني.

وأشاد الوزير السوري بالتعاون الذي قدمته البحرين لبلاده، مشيرًا إلى أن المنامة لم تتوانَ منذ الأيام الأولى لتحرير سوريا عن تقديم الدعم في نضالها المشروع لاستعادة الحرية والكرامة، مؤكدًا أن العلاقات بين سوريا والبحرين تتجاوز السياسة والمصالح إلى أواصر الأخوة الصادقة والعروبة الأصيلة، ورؤية مشتركة لمستقبل عربي يتميز بالسيادة والاستقلال والتنمية المستدامة.

وأضاف الشيباني أن تجارب التاريخ أثبتت أن التعاون العربي هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات وتحقيق الطموحات الشاملة، مشيرًا إلى أن سوريا تنظر إلى المستقبل بعين الأمل والعمل، وتؤمن بأهمية تعزيز الشراكات الإقليمية، وفي مقدمتها علاقتها الراسخة مع مملكة البحرين.

وأكد التزام سوريا المطلق بفتح أبواب أوسع للتعاون الاقتصادي والاستثماري، مدفوعة برؤى تنسجم مع المصالح المشتركة، وتلبي تطلعات الشعوب نحو مزيد من الرفاهية، معتبرًا البحرين شريكًا فاعلًا، خاصة في جهود إعادة الإعمار وإنعاش الاقتصاد السوري، مؤكداً أن كل مبادرة كريمة من البحرين ستسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وأشار الشيباني إلى أن العلاقات المتجذرة بين البلدين الشقيقين تُشكل أساسًا متينًا لتعزيز الروابط عبر توسيع قنوات التواصل بين المؤسسات الرسمية، وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز التبادل الثقافي، بما يكرّس تعاونًا مستدامًا.

وجدد الوزير السوري من المنامة التأكيد على التزام بلاده الثابت بوحدة سوريا أرضًا وشعبًا، محذرًا من أن أي مساس بهذه الوحدة لن يؤدي إلا إلى فتح أبواب النزاعات التي تهدد الأمن في سوريا والمنطقة بأسرها.

كما جدد دعوته لرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، معتبرًا أنها تطال حياة المواطنين بشكل مباشر، وتعيق جهود الإعمار والتعافي. وقال إن هذا المطلب لا يُعد إنسانيًا أو اقتصاديًا فحسب، بل هو ضرورة إقليمية مُلحّة، لأن استقرار سوريا سينعكس إيجابًا على أمن المنطقة وازدهارها، ويسهم في منع موجات الفقر والتطرف.

وختم الشيباني بالتأكيد على أن توجيهات جلالة ملك البحرين المعظم وسمو ولي العهد ستسهم في تعزيز هذه الشراكة الأخوية، وتطوير العلاقات الثنائية في مجالات الدبلوماسية والاقتصاد والتعليم والثقافة.