الكلمة السامية في القمة العربية الدورة 26 في الظهران - 15 أبريل 2018
بسم الله الرحمن الرحيم
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة رئيس القمة العربية في دورتها الحالية،
الأخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
معالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية،
الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يطيب لنا في مستهل كلمتنا أن نتوجه بالشكر والتقدير لأخينا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، على دعوته الكريمة للمشاركة في أعمال هذه القمة الهامة، وتفاؤلنا الشديد بأن قيادته الحكيمة ستعزز حضورنا الدولي وتمكننا من العمل الفاعل والبنّاء مع كل الحلفاء والأصدقاء، لنكون طرفًا أصيلًا في تحديد مسار مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية وفي مقدمتها التدخلات والأطماع الخارجية، التي تتطلب المزيد من التكاتف والتعاون بما يوحد الكيان العربي ويضمن أمنه واستقراره.
ولا يفوتنا أن نتقدم بكل الشكر والتقدير لأخينا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة على إدارته الحكيمة للقمة العربية خلال فترة رئاسته، والمتجسدة في مبادرات الأردن وإسهاماتها الواضحة في تطوير العمل العربي المشترك. مقدرين كذلك جهود الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وجميع منتسبي الأمانة العامة على جهودهم الواضحة في الاعداد لهذه القمة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
إننا لعلى ثقة بأن رئاسة المملكة العربية السعودية الشقيقة للقمة في هذه المرحلة المهمة سيعود على جميع دولنا بعميم الخير، وهو ما سيجعلها بمشيئة الله تعالى، قادرة على المضي قدمًا نحو تعزيز العمل المشترك وصون الأمن القومي العربي، مؤكدين هنا أن التعاون بين الأشقاء هو ما سيحفظ للدول العربية مقدراتها، ويضمن لها أمنها واستقرارها، لتتمكن من صد التدخلات الخارجية المتكررة في الشؤون الداخلية لعدد من الدول، وبالتالي إعادة ترتيب الأوضاع في منطقتنا وإرجاعها إلى نصابها الصحيح لحماية مصالحنا وحفظ أمن واستقرار شعوبنا، وأن البحرين لتعبر عن تقديرها الدائم لمواقفكم الداعمة والشجاعة والمتمثلة في رفضكم وإدانتكم للتدخلات الخارجية التي تمس الشؤون الداخلية لبلادنا، والتي نعمل على صدها ودحرها بفضل من الله.
وفي هذا السياق، نجد بأن المجتمع الدولي مطالب اليوم بالقيام بدور أكبر لفرض وتنفيذ قراراته وإحياء الأجواء الإيجابية التي تتيح المزيد من الفرص لإنجاح مسارات التسويات السياسية للقضايا والأزمات العربية والإقليمية، وإيقاف التدخلات الخارجية، وتوفير الحماية اللازمة للشعوب المتضررة من جراء ذلك، وصولًا إلى حلول عملية تعيد لتلك الدول قدرتها على حفظ سيادتها وأمنها واستقلالها.
كما نكرر تأكيدنا على موقفنا الثابت تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق وقيادته الذي يأتي في صدارة أولوياتنا، مشددين هنا على ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل، وبما يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وفي الختام، نجدد تفاؤلنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين وجهوده الكبيرة من أجل دور عربي قوي وموقف موحد ورسالة واضحة يفهمها ويقدرها ويتجاوب معها المجتمع الدولي، وصولًا إلى حلول مقبولة على صعيد استقرار المنطقة.
كما نود بهذه المناسبة أن نعبر عن عميق تقديرنا وعن بالغ فخرنا بجميع القوات المسلحة المشاركة في تمرين (درع الخليج المشترك 1)، المقام على أرض السعودية الشقيقة، مع تمنياتنا لهم بالنجاح وتطلعنا بأن تتكرر هذه التمارين العسكرية لما لها من فوائد كبيرة على أمن دولنا ورفعة شعوبنا. متمنين لأخينا خادم الحرمين الشريفين دوام التوفيق والسداد، معربين له عن امتناننا البالغ لما حظينا به من كرم ضيافة وحسن وفادة منذ حلولنا بهذه الربوع الطيبة التي لها مكانة عظيمة وراسخة في قلوبنا وسائر العرب والمسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.