العدد 4564
الثلاثاء 13 أبريل 2021
banner
كفاكم صدامًا!
الثلاثاء 13 أبريل 2021

 فتح أحد أعضاء مجلس الشورى أخيرا نيرانه على النواب، متهما إياهم بنقص الخبرة السياسية، وبأن مقترحاتهم التشريعية مجرد “مجاملات”، ناسفا جهودا برلمانية امتدت لأكثر من ثلاث سنوات كاملة، هكذا بكل بساطة.

وكما ننتقد النواب في بعض المواقف، لأسباب محددة وواضحة ومعلومة، لكننا نرفض – بالمقابل - الدخول في خفايا النفوس، وتحبيط المعنويات، وتثبيطها عند الشارع العام والناخبين، وقضم عمل ومساعي النواب لخدمة الناس، عبر التعبير بأصواتهم ونقلها لقبة البرلمان.


نرفض تعميم بعض الأخطاء الفردية، كصورة شاملة لأداء المجلس وممثلي الشعب الذين صوت لهم المواطنون بإرادتهم، وإظهار النواب بغير حقيقتهم، واعتبارهم “طوفه هبيطه” للتكسب الإعلامي أو غيره.


الاختلاف النيابي الشوري أمر وارد، وظاهرة صحية، طالما كان في سياق المسار الصحيح، خدمة للصالح العام، لكن أن يتحول لتراشق إعلامي في “الكلام المأكول خيره”، فإن المتضرر الأكبر هنا هو سمعة البحرين، خصوصاً على الصعيد الدولي، فكفاكم صداما.


 شركات عملاقة تتفاخر بين الحين والآخر ببيانات ختامية ضخمة للأرباح، في الوقت الذي لم نسمع عن أي مسعى لمساعدة الأسر المتعففة أو بناء المشاريع الخيرية أو الوطنية أسوة بنظيراتها في دول المجلس أو حتى العالم، إلا بشكل محدود وخجول جداً. حكومة البحرين منذ البدايات، سهلت الكثير جداً لعمل هذه المؤسسات، والتي بفضلها بعد الله نمت ثرواتها وتجارتها بشكل كبير، فهل نحتاج لتشريعات ملزمة بالإنفاق الخيري بهذا الجانب؟


 الظروف المالية والالتزامات المعيشية لا تعني أن يكره الفرد وطنه أو أن يحمله أكثر من طاقته، محبة الأوطان أمر غير قابل للمزايدة أو المساومة، تحت أي ظرف كان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية