العدد 3442
الأحد 18 مارس 2018
banner
المراجع السري وكشف المستور
الأحد 18 مارس 2018

لفت انتباهي وباهتمام الخبر الذي تداولته الصحف المحلية يوم أمس عن توصية لجنة الشؤون التشريعية والقانونية بمجلس النواب للموافقة على مقترح نيابي باعتماد آلية (المراجع السري)؛ لضمان جودة، وتطور الخدمات الحكومية، بحيث يقيس جودة العملاء داخل المؤسسات، من وجهة نظر، وتجربة العميل.

وأخذتني الذاكرة مباشرة لمسلسل (يوميات مدير عام) للممثل السوري أيمن زيدان، وكيف نجح هذا المدير بكشف تجاوزات موظفي الوزارة مع المراجعين، وإهمال طلباتهم، بتنكره اليومي كساعٍ يقدم لهم المشروبات والقهوة.

ويبدو لي بأننا - وفي ظل الظروف الراهنة - بحاجة ليس لمراجع سري واحد، وإنما لمئات المراجعين السريين؛ ليكشفوا حقيقة ما يجري من جور، وضيم، وكسل، وإهمال، ليس بالوزارات فحسب، بل في المستشفيات، والمراكز الصحية، والمدارس، والهيئات التعليمية المختلفة، والجامعات أيضا.

كما أننا بحاجة لهم؛ للنظر بالفوضى الحاصلة، سواء في أسعار السلع الاستهلاكية والغذائية، أو في التخاذل والتلكؤ بجودة خدمات ما بعد البيع، التي ترهق المواطن، والمقيم، وتدخلهما بدهاليز التخبط، والصداع، وهدر الوقت.

ونحتاج لهم أيضا؛ لتقييم كفاءة الكثير من رؤساء الأقسام، والمديرين بالحكومة، وبالنظر في مدى التطور الوظيفي الذي تم خلال فترة تواجدهم بهذا المنصب، وذاك، وكيف وصلوا لهذه المناصب من الأصل؟

ونحتاجهم أيضا؛ للنظر بمدى التجاوب الذي يقدمه المعنيون بمختلف الوزارات الخدمية، مع شكاوى المراجعين، وطلباتهم، وجدية النظر بها، وحلحلتها.

فكرة المراجع السري فكرة صحيحة ومنطقية وضرورية في زمن بات به الضمير، والأمانة آخر ما يشغل بال البعض ممن يتخذون الطريق المختصر للصعود وسيلة وغاية مثلى دون النظر لحقوق الآخرين أو للقيم الأخلاقية التي نشأنا عليها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية