العدد 5677
الثلاثاء 30 أبريل 2024
أبرز الشخصيات النسائية البحرينية تميزا بالعمل الوطني
نور عبدالنبي الشعلة

سيدة الأعمال والتربوية نور عبد النبي الشعلة..

"تسلحتُ بالتعليم الأكاديمي المتخصص، وأطمح لخلق نموذجا رائدا في قطاع التعليم المبكر"

نشأتها في بيت شغوف بالعلم والمعرفة، وسعيها الدائم لتحقيق طموحها بخلق نموذجا رائدا في قطاع التعليم المبكر في مملكة البحرين يحتذى به، وإيمانها الراسخ بأهمية مرحلة الطفولة المبكرة للطفل، هي العناصر البارزة التي أدت إلى افتتاح سيدة الأعمال والتربوية المتخصصة في التعليم المبكر نور الشعلة مبنى حضانة "توينكل" النموذجية المتميز الذي يحتوي على كافة المرافق التعليمية المهيئة لاستقبال الأطفال وبطاقم أكاديمي متخصص، وذلك بالقرب من مدرسة سنت كريستوفر بمنطقة سار.

ورغم حصولها على شهادتها من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية في العلاقات الدولية، ومواصلتها تحصيلها الأكاديمي لتنال درجة  الماجستير في تخطيط التنمية والإدارة من كلية لندن  University College London, UK ، وعملها في العديد من المؤسسات المرموقة في مملكة البحرين، إذ بدأت حياتها العملية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي – UNDP ومن ثم عملت مع والدها رجل الأعمال عبد النبي الشعلة، إلا أن حلمها بإطلاق مكان يضم أساليب التعليم الحديثة وخلق نموذجا يحتذى به في القطاع التعليمي ظل شغفا يراودها، ويزداد بريقا مع قدوم ولدها البكر سلمان.

 تزخر محطات رائدة الأعمال ومديرة حضانة توينكل النموذجية نور الشعلة بالكثير من قصص النجاح والطموحات التي تأمل أن تحققها.

"البلاد" التقت نور الشعلة مسلطة الضوء على أبرز محطة شيقة من محطات حياتها والتي تفخر بها وتسعد كثيرا بالحديث عنها، وهي تأسيسها لحضانة "توينكل" وتحويلها من مركز تعليمي إلى حضانة نموذجية تنتهج المناهج التعليمية العالمية المتبعة في الدول المتقدمة.

النشأة:

منذ نعومة أظافرها وهي تخطط لتكون شخصية مساهمة وذات دور بارز في المجتمع، حيث نشأت نور عبدالنبي الشعلة في بيت تعلمت فيه أهمية أن يكون الفرد صاحب طموح وأهداف حاملا معه رسالة وحلم التغيير نحو الأفضل والأحسن، بالإضافة إلى الشغف السائد لدى أفراد العائلة بالعلم والتعلم وتقصي المعرفة.

وعليه، فأنها نشأت وترعرعت وهي تؤمن بأن التعليم أساس التطور، فهو جزء لا يتجزأ من منظومة التطور والتقدم الذي ترنو له البلدان.

الأمومة هي السبب:

عن كيف انبثقت فكرة تأسيس هذه الحضانة النموذجية قالت نور:"بدأ شغفي في قطاع التعليم المبكر والاهتمام به مع بداية رحلتي في عالم الأمومة، إذ كنت شديدة التعلق بولدي البكر سلمان والذي يبلغ حاليا 13 عاما، كنت دائما أتمنى أن يتوفر لسلمان مكان تعليمي يضم التعليم والترفيه تحت سقف واحد، كما كنت أطمح جدا لتكون هناك علاقة وطيدة بين الأطفال، والأهل، والمؤسسة التعليمية، من هنا جاءت فكرة المشروع والرغبة والتفكير الحقيقي لإيجاد مثل هذا المكان يضم تلك العناصر لتظهر فكرة تأسيس مركز تعليمي تتلاقى فيه جميع تلك الأهداف".

ومن هنا انطلقت بالعمل على تأسيس ما أطمح إليه، فانطلقت بالتجربة في قطاع التعليم المبكر وتوجيه الأطفال في سن مبكرة لتدوم هذه التجربة الجميلة لأكثر من 10 أعوام تميزت بالكثير من الإصرار والإرادة وتذليل الصعاب والحرص على التأهيل العلمي الجامعي المتخصص والحصول على الشهادات الأكاديمية من أرقى الجامعات العالمية وأعرقها، فإلى الشهادة في العلاقات الدولية، وشهادة الماجستير في تخطيط التنمية والإدارة، حرصت تمام الحرص على الحصول على شهادة الدبلوم في التعليم المبكر من كلية Teaching Assistants College, UK، بالإضافة إلى شهادة الدراسات العليا في التعليم من جامعة Sunderland University, UK، ودرجة الماجستير في تعليم الطفولة المبكرة والمناهج الدراسية من جامعة Concordia University, USA.

فلسفة تربوية:

أرى أنه يجب أن يترعرع الطفل في مكان يمزج بين الترفيه والتعليم، لا سيما وأنها الأساليب الحديثة للتعليم والمستخدم في الكثير من الدول المتقدمة لما له من تأثير عميق على الطفل على جميع النواحي والأصعدة، فإذا ما وفرنا لأطفالنا مكانا يضم اللعب مع الهدف وعلاقة سوية وصحية بين الأهل والطفل والمؤسسة التعليمية فأننا بذلك يمكننا تنشأت جيل ذو صحة عقلية سليمة وقوة معرفة عميقة.

وأضافت الشعلة:"الخمس سنوات الأولى في حياة الطفل هي الأساس والركيزة التي يجب الاهتمام بها، فإذا تم فهم احتياجات الطفل في هذا العمر المبكر يمكننا كأهل وتربويين معرفة ما يجب علينا توفيره له مستقبلا لنخلق منه فردا مبدعا، مبتكرا، وملهما نافع لمجتمعه، لذا فأننا في حضانة "توينكل" نسعى بكل جهد أن نوفر لأطفالنا هذه البيئة الصحية الملهمة والإبداعية والمبتكرة لتربيتهم وتنمية مهاراتهم وإكسابهم مهارات أخرى".

المثابرة والإصرار:

ولأن نور تعطي التعليم اعتبارا كبيرا، فأنها حرصت على أن يكون التعليم بشكل عام والتعليم المبكر بشكل خاص على رأس أولوياتها، ولتفكيرها الدائم في إيجاد مركز أو مؤسسة تعليمية من خلالها تستطيع تقديم منبر وصرح تعليمي رائد اتجهت نور للدراسة في مجال تعليم الطفولة المبكرة فنالت شهادة الماجستير في هذا الجانب، لذا فأن ما وصلت إليه نور لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة لشغف مترسخ بحب التعلم والإيمان بالتعليم المبكر.

وقالت في هذا السياق:"الصعوبات كثيرة وستواجه من يعمل وكل من لديه طموح ولكن المهم الإصرار والمثابرة ومواجهة التحديات والصعاب، ونوهت، فتحت مركز "توينكل توينكل" منذ العام 2014 كمركز تعليمي ترفيهي، قمنا من خلاله بالكثير من الأنشطة المتنوعة مثل الرسم، عزف الموسيقى، والكثير من المبادرات المتميزة، معربة عن فخرها واعتزازها بأنهم استطاعوا في العام 2015 من إدراج برنامج تهيئة الطفل ما قبل المدرسة بطرق ابتكارية وإبداعية فكان البرنامج المطروح الأول من نوعه في مملكة البحرين آنذاك، وكان الهدف من البرنامج تعريف الوالدين بأهمية هذه المرحلة وأن هناك فروقا فردية في استعدادات الأطفال لهذه المرحلة على الوالدين والتربويين معرفة هذه المرحلة والعمل على تذليل الصعاب التي تواجه الأطفال بها".

وأكدت نور الشعلة، على أن هذه المرحلة ذات أهمية كبيرة في حياة الطفل والوالدين كذلك، وهنا يلعب الكادر التعليمي في المؤسسات التعليمية دورا رياديا في هذا الشأن، وعليه فأن برنامج تأهيل الطفل لما قبل المدرسة كان برنامج عبارة عن ساعات قصيرة وعدد أطفال قليل يتواجد معهم الأهل مع في البداية وذلك بهدف توليد الثقة والأمن لدى الطفل بالمكان الجديد المتواجد به، مشيرة إلى أن الحضانة تواصل عملها بهذا البرنامج المتميز لا سيما وأنه  ينمي روح التنمية الاجتماعية والعاطفية لدى الأطفال لما يوفره من عناصر تجسد الإحساس بالأمان، بالثقة، والأنشطة التي تعمل على تفعيل عملية دمج الطفل بالمكان والكادر التعليمي والأهل على حد السواء.

قواعد إرشادية للتقييم:

فيما يتعلق بما يحتاجه والتحديات التي تواجه قطاع رياض الأطفال، قالت نور:"في حقيقة الأمر أننا نقدر ونثمن ما تبذله أجهزة الدولة ذات الصلة للاهتمام بهذا القطاع الرائد والمؤثر على المجتمع ككل، إذ أننا نلمس أن هناك إدراكا عميقا من تلك الأجهزة التعليمية بضرورة توافر قواعد إرشادية وتقييمات حديثة تتوائم والتطور الراهن الذي يطال القطاع التعليمي في مملكة البحرين، لا سيما حين ننظر إلى التعليم بأنه الباب الواسع لتطور وازدهار المجتمعات، وهذا ما ترنو له المملكة، إذ تأخذ بعين الاعتبار مستوى التأهيل للكادر التعليمي والمناهج المتاحة والمناسبة.

مميزات "توينكل":

ردا على سؤال ما الذي تتميز به حضانة "توينكل" النموذجية، أكدت نور الشعلة على أنها حرصت على توفير المساحات الواسعة والكبيرة والآمنة للعب والمرح، كما وحرصت على أن تكون تلك المساحات خارجية في الطبيعة والهواء الطلق، بالإضافة إلى حرصها على الإضاءة الطبيعية التي يتميز بها الصف الدراسي ليدخلها نور الشمس من كافة الجوانب، والمساحات الكبيرة للصفوف الدراسية التي تُمكن الطفل من الحركة بحرية وأمان، إلى جانب العمل على إظهار المهارات الكامنة في الطفل والعمل على إكسابه مهارات جديدة، مؤكدة على أنهم في "توينكل" حريصون تماما على منح الطفل الفرص الثرية بالمعرفة وإكسابه خبرات عن طريق منحه فرص تعليمية مبتكرة باستخدام موارد وأساليب تعليمية إبداعية فيها الكثير من التنوع المعرفي والإدراكي.

تكاتف الجهود:

وفي سياق متصل، ترى نور أن المنافسة بين المشاريع الريادية والتي تصب في مصلحة المجتمع بشكل مباشر عملية جيدة وصحية، إلا أننا فيما يتعلق بالتعليم يجب أن ننظر في المقام الأول إلى مصلحة الأطفال والتي ستنعكس على المجتمع.

وهنا لا يسعنا إلا الإشادة بالجهود الدؤوبة والمستمرة لوزارة التربية والتعليم لتفعيل أهداف التعليم الحديث والارتقاء بالعملية التعلمية والتي تنعكس على تنمية المجتمعات وتقدمها.

وعلى صعيد متصل ترى نور الشعلة، أنه يجب على مؤسسات المجتمع المدني أن تكثف جهودها تزيد من حصيلة التعاون مع الجهات الرسمية في هذا الجانب من حيث خلق منصات ريادية متخصصة ضمن مؤسساتها تهدف وتعمل على توحيد الجهود الرامية لتطوير القطاع التعليمي ولا سيما مجال التعليم المبكر، مؤكدة أن مثل هذه المنصات بلا شك ستحظى بدعم تام وكامل من قبل أجهزة الدولة لما تساهم به مثل هذه المنصات من إزاحة الكثير من الأعباء في هذا الجانب عن كاهل الجهات الرسمية.

خطط مستقبلية:

وعن خططها المستقبلية، أكدت نور الشعلة على أن رحلتها في مجال التعليم المبكر لم تنته بعد، وطموحها أن تكون يوما ما نموذجا رائدا في قطاع التعليم المبكر في مملكة البحرين، وعليه فأنها وبحسب ما قالت لديها الكثير من الشغف في هذا المجال ولديها الكثير من الخطط الإبداعية والابتكارية التي من شأنها أن تطور مهارات الصغار وتصقلها بالطرق التعليمية الحديثة عبر تفعيل التفكير خارج الصندوق من خلال الاطلاع على نماذج التعليم في الدول المتقدمة وأخذ كل ما هو جيد ومناسب وخلق نموذجا تعليميا خاص بها.  

الرجوع للصفحة السابقة
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .