العدد 5678
الأربعاء 01 مايو 2024
أبرز الشخصيات النسائية البحرينية تميزا بالعمل الوطني
أحلام بن رجب

 

رئيسة الاتحاد النسائي البحريني

دائمة التفاؤل بأن المقبل أجمل.. إنها رئيسة الاتحاد النسائي البحريني أحلام عبدالرسول بن رجب، التي تؤكد أن ساحة النماء والتطور وتجويد الحياة في مملكتنا متاحة، وإن كانت هناك ثغرات تشريعية فالجميع يسعى لتذليلها، مؤكدة أن الاتحاد النسائي البحريني لن يتوقف عن تقديم المقترحات ورفع الرؤى للجهاز التشريعي لمعالجة تلك الثغرات وتذليل العقبات؛ لتكون المرأة والأسرة البحرينية في أفضل حال، وهذا ما نلمسه في مجتمعنا بمملكة البحرين، إذ تسير جميع أقطاب المجتمع والأجهزة الرسمية في هذا الاتجاه بحكم تجربتنا الفريدة بهذا الشأن، فكل ما نحتاجه تسليط الضوء أكثر على تلك الثغرات من قبل المعنيين، لاسيما المجلس التشريعي والأجهزة الرسمية المعنية الأخرى.
وتؤمن بن رجب بأن الجهود المخلصة التي تنضوي تحتها جميع وجهات النظر ومرئيات المجتمع هي الثمرة الصحية للجميع، إذ ترى أنه بتكامل تلك الجهود سواء نقصت أو تضاعفت فالنية الصادقة والعمل وفق القوانين المطبقة لن ينتج عنه إلا الخير لهذا البلد بجميع فئاته، وتجد أن من المهم النظر باستثمار النصف الممتلئ من الكأس والسعي لملء النصف الآخر بكل هدوء واحترام، محاولة نقل هذا المفهوم لمن حولها، وتنظر لكل فرد تربطها به علاقة عائلية أو عمل أو اجتماعية، أنه درس تتعلم منه.

سنواصل رفع مقرحاتنا لـ ""التشريعي"" بهدف تذليل المعوقات التي تواجه المرأة والأسرة البحرينية

النشأة والحياة العملية
نشأت السيدة أحلام رجب في كنف أسرة منفتحة على الثقافات، فوالدها الوجيه أحمد بن عبدالرسول بن رجب الذي يعرف بأنه من رجالات مدينة المنامة الأوفياء المحبين للوطن، ووالدتها ربة منزل يعلو سماتها العطف والتسامح.
وفي ظل هذه العائلة تبلورت شخصية رئيسة الاتحاد النسائي البحريني أحلام رجب، فاكتسبت من والدها الانفتاح على الثقافات وحب الاندماج مع طبقات المجتمع بجميع فئاته، إذ كان منزلهم مفتوحا للجميع في مدينة المنامة، إضافة إلى سمات الصلابة والإرادة والتصميم التي انتقلت لها من شخصية والدها الذي كان يعمل بدائرة الزراعة.
درست بن رجب بالمدارس الحكومية، مدرسة عائشة أم المؤمنين الابتدائية الإعدادية للبنات في العاصمة المنامة، ومن ثم انتقلت للمرحلة الثانوية، بعدها سافرت للدراسة الجامعية بجامعة بغداد بجمهورية العراق، وكان ذلك في فترة السبعينات (75 و76)، فنالت درجة البكالوريوس في الإعلام فرع الصحافة، وتدربت أثناء دراستها على العمل الصحافي في صحيفة الجمهورية التي كانت تصدر آنذاك في العراق.
بعد عودتها لأرض الوطن تنقلت في العمل بين عدد من الصحف كصحيفة أخبار الخليج، ومجلة صدى الأسبوع، وجريدة الأضواء، وجريدة الخليج الإماراتية، ومجلة سيدتي.
هذا، وتحمل أحلام بن رجب إلى جانب شهادة البكالوريوس، شهادة الدبلوم في إدارة التأمينات الاجتماعية من منظمة العمل العربية في إيطاليا، إضافة إلى حصولها على شهادات عديدة في مجالات متنوعة كإدارة الأعمال من داخل وخارج مملكة البحرين.

العمل الحكومي
بدأت العمل الحكومي في العام 1992، في الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي بوظيفة اختصاصي، وتدرجت إلى أن شغلت منصب مدير إدارة علاقات المشتركين ومستشار إعلامي في التأمينات، وفي هذا الجانب تم تنفيذ 12 حلقة تلفزيونية عرضت على شاشة تلفزيون البحرين، إضافة إلى إعداد حلقات توعوية في الصحافة المحلية، كما ترأست إصدار مجلة متخصصة في التأمين الاجتماعي، وأصدرت كتابا عن كيفية تفعيل الأدوات الإعلامية في نشر الثقافة التأمينية، تم توزيعه آنذاك على جميع الجهات المعنية، إلى جانب تنفيذ حلقات توعوية مع إذاعة البحرين.
وتواصل أحلام حديثها في هذا الجانب: "ترأست فرق عمل لتنظيم الفعاليات الإقليمية التي تنعقد داخل بلادنا الحبيبة، والتي يشارك بها العديد من الدول العربية، وحازت على تقدير العديد من الجهات الرسمية، وإضافة لما سبق أنشأت قسما جديدا لتلقي الشكاوى في التأمينات بتحديد المهام الوظيفية للموظفين، إذ قمت بتصميم استمارة استطلاع رأي، فساهمت هذه الوسائل في التعامل بإيجابية وتصحيح الكثير من الصور المغلوطة عن المزايا التأمينية".
وبهذا الشأن، أكدت أحلام أنها إبان عملها في التأمينات حققت الكثير من طموحها لاسيما فيما يتعلق بتفعيل الأدوات الإعلامية وتسليط الضوء على المزايا التأمينية وكيفية الاستفادة منها.
ويشار إلى أن أحلام رجب شاركت بتقديم العديد من أوراق العمل سواء في فترة عملها الرسمي بهيئة التأمينات الاجتماعية، أو حاليا رئيسة للاتحاد النسائي البحريني، إذ كانت تتسم الأوراق التي تقدمها بالموضوعية والقضايا الساخنة التي تهم المرأة البحرينية والخليجية.

تكريمات وبدايات جديدة
وقالت بن رجب: جميع الإنجازات التي أسست لها في هيئة التأمينات الاجتماعي، دائما تنال الإعجاب، فيكون لي التقدير من قبل الإدارة العليا، وتم تكريمي لحسن تنظيم العديد من الفعاليات الإقليمية التي شاركت بتنظيمها، إضافة إلى تكريمي مرات عديدة بجائزة الموظفة المثالية في التأمينات، وتكريم آخر من دار الحكمة للمتقاعدين، كما حصلت على تكريم آخر خاص (بالتميز) من الرئيس التنفيذي للتأمينات.
وفي السياق ذاته، تؤكد أحلام أن: "جميع تلك الإنجازات وكل هذه التكريمات ساهمت بشكل فاعل ومؤثر في تحفيزي لمزيد من العمل النوعي الذي يصب في المصلحة المجتمعية، وحتى بعد التقاعد عن العمل في العام 2010، كانت لي بداية جديدة ومحطة أخرى، إذ لم أتصور أنني قادرة على التوقف عن العطاء، ومن هذا المنطلق اتجهت نحو العمل التطوعي، الذي يعد من أسمى أنواع العمل والعطاء".

العمل التطوعي في البحرين
وردا على سؤال: كيف ترون العمل التطوعي في البحرين؟ قالت أحلام رجب "العمل التطوعي عمل إنساني لخدمة المجتمع بجميع شرائحه، وفي البحرين ينشط كثيرا مثل هذا النوع من الأعمال؛ لكون مجتمعنا البحريني مجتمعا منفتحا، وواعيا، ومتوادا، ومرتبطا ببعضه، والتكافل الاجتماعي سمته، لذلك نرى ساحتنا المحلية تزخر بأعداد هائلة من الصناديق الخيرية فضلًا عن اللجان التكافلية والجمعيات المهنية بجميع اختصاصاتها، وجميع هذه المؤسسات تركت، ومازالت، آثارًا كبيرة في مساحاتنا التشريعية والتي تؤتي ثمارها.
كما نشط العمل على مستوى الاتحاد النسائي البحريني والجمعيات النسائية الأخرى التي حققت الكثير، وهنا لابد من التأكيد أن العديد من القوانين التي تم تشريعها هي خلاصة ومحصلة لجهود كبيرة ومضنية قامت بها الجمعيات النسائية قبل أكثر من 20 عاما، والتي جاءت بدعم ورعاية من الجانب الرسمي، وعلى سبيل المثال لا الحصر قانون الأسرة البحريني، والعمل على إلغاء 353 من قانون العقوبات البحريني، ومناهضة العنف الأسري، وغيرها من الأنظمة والإجراءات المتعلقة بشؤون المرأة".
وعليه، ترى أحلام أن تلك المؤسسات تحتاج إلى مزيد من الدعم لما تبذله من جهود دؤوبة تعمل على تنمية المجتمع، مطالبة بإعادة الدعم المالي الذي توقف منذ العام 2019، إضافة إلى تسهيل بعض الإجراءات، مبينة أنه في هذا الجانب يعمل الاتحاد النسائي البحريني حاليا على تقديم رؤى ومقترحات لتطوير قانون الجنسية البحريني بالسماح للأم البحرينية المتزوجة من أجنبي بنقل جنسيتها لأبنائها أسوة بالرجل البحريني المتزوج من أجنبية، الذي يتمكن بحكم قانون الجنسية البحريني من نقل جنسيته لأبنائه، الأمر الذي سيحقق مزيدا من الاستقرار للأسر البحرينية المختلطة، خصوصا أنه من الأمور المؤثرة بصورة كبيرة ومباشرة على الواقع التعليمي، والوظيفي، والخدمي لهذه الأسر، علما أن لدى الاتحاد أكثر من 600 أسرة مسجلة بهذا الجانب، وبلا شك وبسبب انفتاح المجتمع البحريني فإن هذه الأعداد آخذة بالازدياد.
وفي الشأن ذاته، تطرقت أحلام إلى التحديات التي تواجه العمل التطوعي في مملكة البحرين، إذ ترى أن من أهم تلك التحديات عدم وجود مقرات للعديد من الجمعيات وكذلك الاتحاد النسائي البحريني لتمكينه من إقامة الفعاليات، فإضافة إلى توقف الدعم والتمويل فضلا عن أهمية تسهيل الأمور الإجرائية كذلك، تجد أن هذه العقبات تساهم في تراجع الإقبال على العمل التطوعي خصوصا من قبل فئة الشبابية لكلا الجنسين، فكما يعلم الجميع أن هذا النوع من العمل لا ينتج عنه أي مردود مادي، فهو خدمة تطوعية لصالح المجتمع بفئاته العديدة، وهو شريك للجانب الرسمي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفائدة مجتمعنا البحريني الوفي الذي يستحق كل جهد يبذل لأجله، لذا لابد وأن تحظى هذه المؤسسات بمزيد من الدعم والمساندة بجميع الطرق.

الفوز برئاسة الاتحاد
وأكدت بن رجب أن هذه ثقة تعتز بها من قبل رؤساء وأعضاء الجمعيات النسائية لاختيارهن لها رئيسة للاتحاد النسائي البحريني للدورة الانتخابية 2023 - 2025 للمرة الثانية على التوالي، مبينة أنها تكن لهن كل المحبة والتقدير، مشيرة إلى أن تواصلها مع نخبة مميزة من نساء مملكة البحرين كان له الأثر المثمر في تعميق المعرفة وتبادل الخبرات فيما بيننا.
وقالت "مما لا شك فيه أن المحبة والتعاون وروح الأسرة الواحدة والفريق الواحد، التي أحرص على إشاعتها في أي بيئة عمل رسمي أو تطوعي أكون به، هذا ساعدني كثيرا في تجاوز الصعوبات والوصول للأهداف وتجويد العمل المؤدى والارتقاء به كما ونوعا، فأنا مؤمنة بأن المحبة والعلاقات الطيبة تسبق العمل وتؤسس للإخلاص فيه حتى مع اختلاف رؤى وثقافات الذين نتعامل معهم".
وأضافت "الحمد لله في الدورة الماضية لي في الاتحاد، بذلنا جهودا لتوسيع دائرة التثقيف والتعريف بحقوق المرأة وتسليط الضوء على الثغرات التشريعية والإجرائية التي تعيق استقرار وتقدم المرأة، الأمر الذي جعلنا أكثر انفتاحا على جميع الجهات، ولم نعمل في الغرف المغلقة، لذلك حققنا الكثير في هذا الشأن، وعليه قمنا بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لعمل دروس تثقيفية عن العمل التطوعي لطلبة المدارس الإعدادية والثانوية، كذلك قمنا بالعديد من الحملات الإعلامية التي تصب بتعزيز روح العمل التطوعي، إضافة إلى أنه مازال التنسيق قائما بيننا وبين المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بخصوص ملف جنسية الأبناء لأم بحرينية وأب غير بحريني".

الاستثمار بالفراغ
لا تهدر بن رجب جهدا ولا تضيع وقتا من الممكن استثماره في كل ما هو مفيد ويصب في مصلحة المجتمع البحريني، إذ تقول في هذا الجانب: أحرص على أن أستثمر كل ثانية ودقيقة من وقتي في كل ما يخدم ويرتقي بالعمل التطوعي، فأقضي وقت الفراغ بخلق شبكات تواصل مع الجميع لتجويد الخدمات التي يقدمها الاتحاد النسائي البحريني لصالح المجتمع والمرأة البحرينية، خصوصا، إلى جانب نشاط رياضي أمارسه للمحافظة على الصحة، كما أحب جدا الاطلاع على جميع التقارير الإخبارية المؤثرة والمتعلقة بشؤون المرأة، وقد أكون متابعة وقارئة لهواجس المجتمع ومتطلباته وحاجاته، التي يزخر بها الإعلام التقليدي، ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي، وأهتم بهذا الأمر كثيرا؛ إذ يساعدني في رسم خطط العمل المستقبلية.

الرجوع للصفحة السابقة
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .