العدد 5678
الأربعاء 01 مايو 2024
أبرز الشخصيات النسائية البحرينية تميزا بالعمل الوطني
سونيا علي ربيعة

 

رئيس الخدمات المصرفية الحكومية 

بنك البحرين الوطني

الدقة، والكفاءة العالية، والالتزام والتفاني، جميعها عناصر أساسية في إستراتيجية رئيس الخدمات المصرفية الحكومية في بنك البحرين الوطني سونيا علي ربيعة، لإتمام الأعمال المنوطة بها.
""اعتمدت هذه العناصر على إستراتيجية رسمتها لنفسي؛ بهدف كسب ثقة العملاء وكسب إدارة بنك البحرين الوطني، إضافة إلى إثبات جدارتي للوصول إلى المناصب القيادية في البنك".. بهذه العبارة عللت الآنسه سونيا اتخاذها هذه الإستراتيجية في العمل.

وترى سونيا، أن المرأة البحرينية تلعب دورا محوريا في المجتمع البحريني، إذ تم الاعتراف بدورها المهم منذ زمن بعيد، فانعكس ذلك على مشاركتها الواسعة في مسيرة الإصلاح والتنمية المستدامة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن تمكين المرأة تم تعزيزه بشكل أكبر في مملكة البحرين عندما تم إنشاء المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة.
وعلى صعيد شخصي، تؤمن سونيا ربيعة بحكمتين عظيمتين، الأولى "من جد وجد، ومن زرع حصد"، والدرس المستخلص منها أن العمل الجاد والمثابرة سيؤديان إلى النجاح، وهي نتيجة حقيقة لهذه الحكمة على جميع الأصعدة العملية والشخصية، أما الحكمة الثانية فهي "يا عبدي منك الحركة ومني البركة"، وهذا يعني بلا شك أنه يجب على الإنسان السعي والاجتهاد، في حين أن التوفيق والسداد من الله عز وجل.

تقول سونيا ربيعة "بعد حصولي على درجة البكالوريوس والماجستير من لندن، انضممت في العام 2003 إلى بنك البحرين الوطني منسقة حسابات في قسم الخدمات المصرفية للشركات، وكانت هذه الوظيفة الخطوة الأولى في طريق النجاح، إذ أتاحت لي الفرصة للانخراط في عالم الخدمات المصرفية وتطوير مهاراتي في إدارة العلاقات، إضافة إلى أن الدورات التدريبية الداخلية ساعدتني في اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لأداء واجباتي بنجاح".
وفي السياق ذاته، تؤكد سونيا أن الفضل يرجع لمديرها المباشر في تعلم الكثير من فنون التعامل مع العملاء بمختلف الفئات والمستويات، الأمر الذي ساعدها في بناء علاقات قوية مع العملاء وفهم احتياجاتهم.
وبينت سونيا أن مسؤوليتها في تنسيق طلبات العملاء مع الأقسام الأخرى في البنك، ساهمت في صقل العديد من مهاراتها الشخصية وتطورها الذاتي، إضافة إلى أن ذلك أكسبها معرفة بوظائف البنك المختلفه، لذا فهي تعتقد أن دور منسقي الحسابات ومهم للغاية، وأنه لمصدر فخر واعتزاز بهذه الفرصة الممنوحة لها من إدارة أكثر البنوك عراقة في مملكة البحرين - بنك البحرين الوطني.
وعلى الصعيد ذاته، أكدت سونيا ربيعة أن والدها هو ملهمها الأول في سعيها لتحقيق النجاح في حياتها المهنية، فوالدها الأستاذ علي ربيعة، الذي كان يعمل مديرا عاما لصندوق التعويضات التعاوني، هو محل تقدير من قبل مصرف البحرين المركزي لإصداره أول كتاب يتناول تاريخ التأمين في البحرين.

وفي سؤالها عن التحديات التي واجهتها، وكيفية مساهمة البنك في تذليلها، قالت سونيا ربيعة: "لعب مديري المباشر والمدير العام دورًا مهمًا في مسيرتي المهنية، إذ لم يألوان جهدا بتقديم يد العون والمساندة والتدريب المطلوب، ما عزز ثقتي بنفسي وساعدني على تحقيق إنجازات مهمة للبنك.

وتهيأت لي الفرصة لإثبات القدرة على تولي أبرز المناصب في البنك، عندما غادر مديري المباشر البنك؛ ليمنحني المدير العام الفرصة لإثبات نفسي بتولي المنصب الشاغر كرئيس وحدة الخدمات المصرفية للشركات، وقد قبلت هذا التحدي وعملت بجد لتلبية توقعاته.
وبالفعل تمكنت من تجاوز العقبات والعراقيل وتفوقت في تحقيق الأهداف المطلوبة، بل تخطيتها، لأستمر بشغل هذا المنصب لمدة 4 سنوات، وهي السنوات الأبرز والأهم في حياتي المهنية.
في العام 2017، تم إنشاء إدارة جديدة تحت مسمى الحسابات الإستراتيجية برئاسة السيد عبدالعزيز الأحمد الرئيس التنفيذي - الحسابات الإستراتيجية، وهذه الإدارة هي التي تلبي احتياجات شريحة كبارالعملاء النخبة في السوق، وقد طلب مني السيد عبدالعزيز الأحمد، الذي عملت معه لسنوات طويلة، الانضمام إلى فريقه لتولي منصب رئيس دائرة الخدمات المصرفية للحسابات الحكومية - الحسابات الإستراتيجية، وسعدت بالانضمام إلى فريقه كونه الأب والأستاذ الذي تعلمت منه الكثير وما زلت أتعلم منه".

وتضيف سونيا ربيعة "عندما أتحدث عن العوامل التي ساعدتني على تخطي الصعاب والتحديات، ومن ثم تحقيق الأهداف، يأتي بالمقام الأول ثقة مديري البنك بقدراتي واستثمارهم بصقل مهاراتي، إضافة إلى تبني مديري المباشر سياسة الباب المفتوح بحيث أستطيع أن أطرق بابه في أي وقت، وتوفير الأدوات اللازمة للوصول إلى الأهداف المنشودة".

للوصول إلى ما هي عليه سونيا اليوم، لابد أن تكون هناك إستراتيجية مدروسة، فما هي الإستراتيجية المتبعة للوصول؟
تؤكد سونيا أن "إستراتيجيتي في العمل هي الالتزام الكامل والتفاني في إنجاز المهام الموكلة إلى بدقة وسرعة وكفاءة؛ من أجل كسب ثقة العملاء والإدارة، وإثبات جدارتي للحصول على مناصب قيادية في البنك".
"كنت أعمل لساعات طويلة دون تذمر، وأحرص على التعلم المستمر واكتساب مهارات جديدة، كما كنت أمثل البنك بصورة مشرفة، ما نال استحسان الإدارة والعملاء".
وتأمل سونيا أن تتمكن من اعتلاء منصب أكبر في بنك البحرين الوطني عبر التزامها بهذه الإستراتيجية.

تنظر المملكة بعين الاعتبار والاهتمام للمرأة البحرينية، فما أثر ذلك على مساهمة المرأة في المجتمع البحريني؟
تلعب المرأة البحرينية دورًا محوريًا في المجتمع البحريني، فتم الاعتراف بدورها المهم منذ زمن بعيد، لتشارك المرأة البحرينية بشكل كبير في مسيرة الإصلاح والتنمية المستدامة، عبر تمثيلها في البرلمان بغرفتيه النواب والشورى، وفي التشكيل الوزاري، وفي السلك القضائي، وحضورها البارز في السلك الدبلوماسي والمنظمات الدولية.

وفي السياق ذاته، يشار إلى أنه تم تعزيز تمكين المرأة بشكل أكبر في المملكة عند إنشاء المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة حفظها الله، إذ استطاع المجلس أن يحفز ثقة المؤسسات والشركات بالمرأة البحرينية، فتم بشكل ملحوظ استقطاب النساء ذوات الكفاءة؛ لتولي مناصب قيادية ومهمة بشكل أكبر في مختلف المجالات، ونتيجة لذلك نرى تميز المرأة البحرينية البارز اليوم في جميع القطاعات، وتولي مناصب قيادية كالرئاسة التنفيذية في البنوك، وعضوية مجالس إدارة الشركات والبنوك، والقطاع التربوي والصحي، والأنشطة الاجتماعية، والأهم من ذلك دورها في تكوين الأسرة الصالحة، وفي تنمية المجتمع ونهضته، فهي عمود البيت، ومن منظور شخصي، كانت والدتي (رحمها الله) باحثة اجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية، وقد لعبت دورًا مهمًا في خدمة المجتمع ونهضة الوطن، وقد كانت في الوقت نفسه مثلا رائعا في تربية أبنائها.

من وجهة نظركم، ما أبرز التحديات التي تواجهها المرأة البحرينية العاملة تحت مظلة كبرى المؤسسات؟
في بعض المؤسسات، تواجه المرأة تحديات كبيرة في إثبات نفسها وتحقيق النجاح، فعلى سبيل المثال، تحتاج المرأة إلى بذل جهد أكبر بكثير من الرجل لتحقيق الإنجاز ذاته، كما أن إنجازاتها يجب أن تكون واضحة للعيان أكثر من إنجاز الرجل، وإضافة إلى ذلك قد تجد المرأة صعوبة في تسلق السلم الوظيفي مقارنة بالرجل، فغالبًا ما يتم تجاهل مساهماتها أو التقليل من شأنها، ونتيجة لذلك نادرًا ما تتولى المرأة مناصب قيادية في مجالس الإدارة.
وترى سونيا ربيعة أن الحلول لهذه التحديات تكمن في استمرار جهود المجلس الأعلى للمرأة، الذي ساهم بشكل كبير في إبراز المرأة في مختلف المجالات، عبر توعية المجتمع بأهمية دور المرأة في التنمية المستدامة، ودعم مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتوفير فرص التدريب والتأهيل للمرأة لتنمية قدراتها القيادية.
وعن نقاط قوة سونيا قالت "أتمتع بأخلاق قوية وقيم راسخة والنزاهة والعدالة والصدق، إضافة إلى المعرفة والخبرة الواسعة في مجال عملي، ومازالت لدي الرغبة بتعلم المزيد. وحبي للعمل والزملاء يحفزني للعمل بحماس لإنجاز المهام الموكلة إلي، وأحرص علي تلاحم فريق العمل بشكل صحي؛ لينعكس ذلك إيجابا علي الإنتاجية. هذا يشمل التدريب والتطوير والدعم من رؤسائي وزملائي".

وعن قدوتها في الحياة، تؤكد سونيا أن والدتها خيرية العريض (رحمها الله) هي قدوتها في الحياة، فإلى جانب أنها كانت الأم المثالية في إدارة المنزل وغرس القيم والمبادئ الإيجابية ومنبعا للحب والمساندة لأفراد الأسرة، كانت كذلك موظفة بوزارة الشؤون الاجتماعية على مدى 35 سنة تعمل بجد وإخلاص دون كلل ولا ملل، واستطاعت أن تكسب محبة واحترام الناس لسعيها الدائم لتقديم المساعدات الاجتماعية للمستحقين لتحسين أوضاعهم المعيشية.

انضمامي "لبنك البحرين الوطني" فرصة أتاحت لي الانخراط في عالم الخدمات المصرفية

الرجوع للصفحة السابقة
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .