صاحبة مطعم بنت الديرة

توافر رأس المال أكبر التحديات.. وانطلاقتي الحقيقية كانت عبر منتدى إلكتروني

"منذ الصغر، كانت ميولي للطبخ والمطبخ، كنت أحب هذه المنطقة من المنزل، ولطالما كنت أطمح أن يكون لي مطبخي الخاص، فحقق لي زوجي ذلك بسماحه لي باستغلال مكان في منزل والده، الذي كان نفسه مكان سكننا لأنطلق منه نحو عالم الطبخ والتفنن بإعداد الأطباق".
بهذه العبارات بدأت الشيف البحرينية آيات يوسف درويش حديثها مع "أضواء البلاد"، الذي خصص صفحاته لتسليط الضوء على إنجازات جديدة ومتنوعة المرأة البحرينية بيومها السنوي الموافق للأول من ديسمبر من كل عام.
وواصلت آيات حديثها "زوجي كان الداعم والسند الأول لي بالانطلاق بمشروعي (مطعم بنت الديرة)، الذي أكمل اليوم قرابة الـ 13 عاما من النجاح والتقدم".
هذا، وترعرعت آيات في قرية الديه التي تقع على شارع البديع، وتحيطها أكثر مناطق البحرين عراقة وتاريخا مثل منطقة السنابس، وجدحفص، ونشأت في بيت كانت سِمته الترابط والتقارب بين الإخوة والأخوات تحت مظلة والدين محبين لبعضهما البعض، فرغم مساحة المنزل الصغيرة إلا أنه كان كبيرا بأعين هذه العائلة المتكاتفة.
وتسرد علينا الشيف آيات عبر هذه السطور مقتطفات من مشوارها: "كنت موظفة في مطعم خاص، وأمانة لم أكن أحبذ العمل في ذاك المطعم.
ولكن ضيق العيش كان يجبرني على الصبر والمواصلة، ومن ناحية أخرى فضولي وشغفي بالطبخ كانا يجراني إلى ملاحظة الأطباق التي يقدمها المطعم، ويجعلني أتساءل عن أنواعها وطرق تحضيرها وما المكونات التي تحتويها، فكانت فكرة بدء مشروع يتعلق بالطبخ تسطع برأسي وتتوهج. في هذه الأثناء كنت مشتركة بأحد المنتديات الإلكترونية، التي كانت ظاهرة ملموسة في وقت سابق على الشبكة العنكبوتية، ومن منبر ذاك المنتدى كنت أقدم الأطباق التي أقوم بتحضيرها، والتي كانت دائما تنال إعجاب المشتركين في المنتدى، واستمررت على ذلك إلى أن جاء يوم وطلبت إحدى المشتركات في المنتدى أن أعد لها أطباقا لضيوفها، وكان ذلك، فكانت من هنا الانطلاقة الحقيقية".

وعن التحديات التي واجهتها في بداياتها، أكدت آيات درويش أن عدم توافر رأس أهم التحديات بجانب عدم توافر البيئة المشجعة، إضافة إلى ارتفاع الإيجارات وأسعار التراخيص وغيرها، كما أن فرض الضرائب والارتفاع الكبير في أسعار المواد الأولية جميعها تحديات كبيرة ورادعة لانطلاقة أي مشروع، هذا بشكل عام، ووجدت أن الحلول لهذه التحديات تبرز في تكثيف الرقابة على المتلاعبين بأسعار مواد التموين، وإعفاء المؤسسات الصغيرة، وتخفيض رسوم تجديد رخص العمالة، بالإضافة للإعفاء الضريبي أو تقليله؛ لما له من أثر كبير على رواد الأعمال الشباب، ومن ثم تسهيل الحصول على الدعم من "تمكين"، جميعها حلول من شأنها أن تخفف العبء عن كاهل رائد العمل المبتدئ.

وقالت: إننا نلمس جهود الحكومة الموقرة لدعمنا نحن رواد الأعمال، ولكن مازلنا بحاجة إلى مزيد من هذه الجهود المشكورة.

أما على صعيد خاص، فأكدت آيات أنها واجهت تحديين في بداية انطلاقها، الأول يكمن في توفير رأس المال لبدء المشروع، والحمد لله استطاعت التغلب على ذلك بمساعدة ومساندة الأقارب، أما التحدي الثاني، فكان في كيفية المنافسة والوقوف على القدمين وخلق أرض صلبة للمشروع، لاسيما أن المطعم الذي افتتحته يقع داخل قرية السنابس وبين أزقتها، فكان الوصول للمطعم صعبا نوعا ما، ومواقف السيارات قليلة جدا، إضافة إلى انزعاج الجيران، ما اضطرها لاستخدام الإعلان الشخصي بنفسها على منصات التواصل الاجتماعي، واستخدام سياسة الجودة مع السعر المناسب والكمية المناسبة؛ لجذب الزبائن، وكان التوفيق حليفها.

ختاما، هنأت الشيف البحرينية آيات يوسف درويش أخواتها البحرينيات بمناسبة يوم المرأة البحرينية، مؤكدة أن البحرينية استطاعت وتستطيع الوصول إلى كل ما ترنو إليه، مواصلة جريها بحماس نحو تقلد المناصب العليا وخطف الأضواء؛ لما تتمتع به من مهارات عالية في مختلف المجالات وعلى جميع الأصعدة.