العدد 5677
الثلاثاء 30 أبريل 2024
أبرز الشخصيات النسائية البحرينية تميزا بالعمل الوطني
فاطمة المتوج

 

أول حكمة بحرينية دولية لكرة السلة

"بدأت العمل بعمر الـ 17 مساعدة مدرب كرة قدم

لم يعد أي نوع من أنواع الرياضة حكرا على الرجل، فالمرأة استطاعت أن تكسر قيود أي احتكار في هذا العالم الرجولي؛ وصولا إلى أقسى وأخطر الرياضات، فما بالك بالمرأة البحرينية التي استطاعت أن تثبت للعالم بأسره أنها جديرة بالمساواة مع الرجل على جميع الأصعدة وبمختلف المجالات.
هذا ما تؤمن به فاطمة المتوج، أول حكمة بحرينية دولية لكرة السلة، وعن هذا الإنجاز الباهر تحدثنا المتوج فتقول: "نشأت بعائلة داعمة، الأمر الذي انعكس إيجابا على صقل مهاراتي، ولعب دورا كبيرا في تشكيل شخصيتي بكثير من الجوانب، أهمها الاعتماد على النفس في العديد من الأمور الحياتية".

وتستذكر معنا المتوج مراحل من حياتها العلمية، فتذكر أنها طالما كانت طالبة متفوقة في جميع المراحل الدراسية بدءًا من المدرسة ووصولا إلى المرحلة الثانوية، حيث درست بالمسار العلمي، وفي الجامعة التحقت بتخصص التربية الرياضية وعلوم التغذية الرياضية.
وعن هذا الشغف العميق الواضح لديها للرياضة، تؤكد أنها استمدت هذا الحب والشغف بالألعاب الرياضية من والدتها، فوالدتها كانت لاعبة كرة سلة، وهي التي شجعتها ودفعتها للانخراط في هذا النشاط الرياضي بسن صغيرة، إذ التحقت بالنادي الأهلي، ومن ثم نادي النجمة، وفي العام 2015 دخلت دورة بتحكيم كرة السلة، ومن هنا وجدا أن مستقبلها يكمن في تحكيم كرة السلة.

وتقول فاطمة المتوج إن الرياضة بالنسبة لها ليست روتين حياة أو مجرد "لايف ستايل"، مبينة "بدأت الحياة العملية وأنا أبلغ الـ 17 من العمر مساعدة لمدرب كرة قدم في أكاديمية سوبر سوكر، بعدها انتقلت لأكاديميات أخرى؛ بهدف الحصول على فرص أفضل، فكنت إدارية ومن ثم مسؤولة علاقات عامة في الأكاديميات التي عملت بها، هذا الأمر فتح لي أبعادا أخرى، إذ أوكل لي تنظيم دوري خالد بن حمد لكرة قدم الصالات للسيدات، وكانت دورة ناجحة جدا، لأصبح رئيسة دوري خالد بن حمد لكرة قدم الصالات للسيدات في السنة التي تلتها مباشرة، إضافة إلى ترشحي بعد ذلك لتدريب كرة السلة في المملكة العربية السعودية لفريق شعلة الشرقية للسيدات، وتم تدريب الفريق الذي شارك للمرة الأولى في بطولة خارجية ببطولة ثري أون ثري ليحصد الفريق المركز الثاني في البطولة، ومن ثم توقفت الأنشطة الرياضية لمدة طويلة بسبب جائحة كورونا".

وتقول "كل هذه الخبرات والمعرفة، جعلتني أكثر إلماما بالجانب الرياضي، فأصبحت مدربة تقدم محاضرات توعوية عن الصحة والرياضة والتغذية في المدارس والمحافل العامة".
وعن حصولها على الشارة الدولية من الاتحاد الدولي لكرة السلة (فيبا)، لتصبح أول حكمة في تاريخ البحرين تنال هذه الشارة وتنظم للقائمة الجديدة الممتدة من 2023 حتى 2025، تقول فاطمة المتوج "لا أستطيع أن أخفي مشاعر الفخر والإنجاز والشعور بالسعادة بكل مرة يتم التطرق فيها معي لهذا الموضوع، ولكن بالمقابل هو أمر فيه الكثير من المسؤولية، والمسؤولية الكبيرة هي أحد التحديات التي تواجه الحكم الرياضي، فقرار خاطئ يأخذه الحكم يخسر فريقا مباراة، لكن لدي إيمان قوي بأني على قدر من المسؤولية والدراية، فحصولي على الشارة لم يأت بين ليلة وضحاها، بل جاء نتاج فترة تدريب وتعلم والتزام امتدت نحو 3 أعوام متواصلة، كما أن حبي لكرة السلة والإصرار على التطور والاستمرار بهذا المجال جميعها عناصر كفيلة بأن تجعلني أسير على الدرب الصحيح.

هذا من جانب، أما من جانب آخر، فإن أبرز تحد يواجهني ويؤثر بي كحكم دولي، هو عدم استطاعتي المشاركة بالبطولات الخارجية بهدف التطور والتعلم أكثر، عبر الاحتكاك بالمحكمين الخبراء للنهل من معرفتهم بهذا المجال، فأنا لا وظيفة لدي تساهم معي في القيام بذلك، وحديثا اضطررت إلى الاستقالة من وظيفتي؛ لأنها غير متفهمة لعملي محكما دوليا وللهدف الكبير الذي يجول بداخلي ويهدف إلى خدمة أبناء وطني في المجال التعليمي والرياضي بوزارة التربية والتعليم".
وتقول "أرى نفسي بالسنوات المقبلة ضمن التحكيم ببطولات عالمية مهمة لكأس نهائيات العالم لكرة السلة للسيدات".

وفي ختام حديثها مع "أضواء البلاد"، تؤكد فاطمة المتوج أنها تؤمن أيمانا عميقا بأن الله عز وجل حبى كل شخص ميزة تميزه عن غيره، لذا على كل شخص أن يكتشف مميزاته التي منحه الله إياها عبر التعلم والتجارب، ولا يوجد أمر سهل، ويجب أن نتعب، ونثابر، نفشل فنحاول، ونتطور فنصل.

أرى نفسي مستقبلا ضمن تحكيم بطولات عالمية مهمة لكأس نهائيات العالم لكرة السلة للسيدات

الرجوع للصفحة السابقة
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية