العدد 5677
الثلاثاء 30 أبريل 2024
أبرز الشخصيات النسائية البحرينية تميزا بالعمل الوطني
فاطمة راشد

 

رائدة أعمال

المرأة البحرينية مصدر قوة

رائدة الأعمال فاطمة راشد.. زهرة من زهور البحرين، وهي أحد أغصان الزهور الرئيسة في مملكة البحرين، التي استطاعت أن تقف في وجه كل التحديات، وأن تنشر الحب والفرح في المجتمع عبر مشروعها الذي ينشر الرائحة الطيبة بتقديم وتنسيق الورود التي تحمل رسالة لصاحبها؛ لتبث بذلك الأمل.
""أضواء البلاد"" وقف مع رائدة الأعمال فاطمة راشد؛ لينقل قصتها التي ولدت من أزقة المنامة وكيف كان لنشأتها دور في تكوين شخصيتها اليوم، فيا ترى، كيف كان لهذه الشابة دور في كونها إحدى الورود المتميزة برائحتها الطبية في المجتمع البحريني؟ فيما يلي نص اللقاء:

كل تحد يكسب الإنسان خبرة لتكون تجربة ملهمة

حدثينا عن النشأة والدراسة؟
كانت الولادة والنشأة في مدينة المنامة، وكنت الابنة الوحيدة لوالدي حفظهما الله. نشأت في عائلة عُرِفت بالتجارة، فكبرت وأنا أسمع قصص الكبار عن إنشاء الأعمال وقصص النجاح والكفاح. واستلهمت من سيرة جدي لأمي المرحوم منصور العريض قصة نجاحي في حب الخير وقوة الشخصية والطموح.
كانت الدراسة بجميع مراحلها في مدارس المنامة، وصولًا إلى المرحلة الثانوية من مدرسة خولة الثانوية، بعدها اتخذت قرار الدارسة في الجامعة الأميركية في الشارقة، تخصص الاقتصاد، لأكمل بعدها الدراسة الجامعية في البحرين في كلية البحرين الجامعية في تخصص إدارة الأعمال وتخرجت في العام 2012. كما أشير إلى أنني أدرس حاليا درجة الماجستير في التجارة الدولية.

كيف بدأت الحياة العملية ؟ ومن أين انبثقت فكرة مشروعكم؟
لم أكتف بالحصول على شهادة البكالوريوس فقط، بل كنت وما زلت شغوفة بتعلم المزيد، عبر الانضمام في دورات وبرامج متنوعة التخصصات لصقل خبراتي واشباع هواياتي. ورغم أن فكرة ريادة الأعمال وإدارة عملي الخاص كانت منذ مقاعد الدراسة، إلا أنني بدأت فعلا الإجراءات والتخطيط لإنشاء الحلم في العام 2016. ورغم كثرة الأحلام وأفكار المشروعات، لم أستطع التخلي عن فكرة تأسيس مشروع الورود؛ لأنني وجدت فيه المشروع الأكثر ملاءمة لشخصيتي وطموحي، حيث إن إدارة مشروع كهذا بحاجة إلى الجمع بين مهارات القيادة والإدارة، ومتعة التجارة، فهو يمتزج بجمال الفن وروح المناسبات الجميلة المختلفة.

ما التحديات التي تواجه المرأة البحرينية العاملة؟
التحديات التي تواجه المرأة هي نفسها التي تواجه الرجل في العمل، وطبعا يعتمد ذلك على نوع العمل والتخصص وقدرة الشخص على تحمل الضغوطات ومواجهة التحديات.
التحديات تتنوع وتختلف باختلاف المراحل الحياتية والظروف الخارجية، ولكن ربما من أكثر التحديات التي تواجه المرأة العاملة هي الموازنة بين الأمومة وواجبات الأسرة وبين العمل.

في وجهة نظركِ، ما الحلول لهذه التحديات؟
كل تحد يكسب الإنسان خبرة لتكون تجربة. التحديات عامة تحدث عندما لا يكون باستطاعة الإنسان التعامل مع الأمر ومعالجته، وذلك يعود لقلة الخبرة والمهارة، وهذا أمر طبيعي. لذلك من المهم أن يكون الشخص ورائد الأعمال عارفا بنوعية التحديات التي من الممكن أن يواجهها ويتعلم كيف يعالجها سواء عن طريق بناء العلاقات والاستفادة من تجارب الآخرين السابقة، أو عن طريق التعلم الأكاديمي.

ما التحديات التي تواجه رائد العمل بداية مشواره؟
مرحلة التأسيس هي الأصعب؛ لأنها الانطلاقة التي تجمع كل المشاعر المتضاربة ولا يمكن توقع نتائجها. فتأسيس المشروع التجاري يتطلب الكثير من المجهود والحكمة والصبر لتحقق النتائج. ومن أكثر التحديات التي كانت في بداية المشوار هي تأسيس فريق العمل المناسب، والذي يتطابق مع رؤية المشروع والمهارات المطلوبة، إضافة إلى بناء قاعدة العلاقات التي تخدم المشروع وتساعد في نموه كذلك، وتقليل أو موازنة التكاليف التشغيلية، وكل ذلك يجب أن يكون فوق خطة زمنية مدروسة ومحددة وهذا هو الأصعب.

من المشجع لكِ على الاستمرار؟
العائلة وعلى رأسها والدتي حفظها الله وأطال في عمرها، إذ إن لهم الفضل الأكبر في دعمي ومساندتي. ولا أنسى فضل الأصدقاء وجميع الأشخاص الذين كانوا في طريقي وكانت لكلماتهم التشجيعية ونصائحهم وبصماتهم الأثر الطيب في مشواري.

ما نقاط القوة والضعف لديكم؟
لا يمكن أن يقيم الإنسان نفسه بشكل حيادي، ولكن أعتقد أني أمتلك بعد النظر والحكمة في الإدارة ولذلك دخلت في هذا المجال. أما بالنسبة لنقاط الضعف، فربما من الأفضل أن نأخذ برأي مختصين في هذا المجال.

أين ترين نفسك بالسنوات المقبلة؟
أسعى لتطوير مشروعي التجاري وتوسعته وأخذه لمستوى وموقع يستطيع أن يستمر ويعمل في غيابي. أطمح لأن أكتسب خبرة عملية في مكان ثابت ويدعم مجال عملي الخاص. وطبعا لكل شخص أحلام وطموحات خاصة وشخصية يتمنى أن تتحقق بتوفيق من الله.

ما الحكمة التي تؤمنين بها، وكيف تُفعلين هذه الحكمة بحياتك عموما؟
الخارج هو انعكاس للداخل. كل ما يحدث في حياتك أو يتحقق لك من خير أو شر هو استحقاق ونتيجة. الحياة مليئة بالرسائل التي تلقيها علينا وفقا للظرف أو الحالة التي نمر بها. لذا فإن التوكل على الله وتوقع الأفضل وتمني الخير للآخرين هو المفتاح.

من هو مثلكِ الأعلى في الحياة؟ ولماذا؟
في حياتي الكثير من الأمثلة العليا التي أنجذب لها وأعجب بسيرتها، كل وفق مجاله بالطبع، ولكن السيرة النبوية ومقاماتها تبقى هي الأسمى والأكمل بالنسبة لي، ولا يمكن أن أتجاوزها في أي موقف صعب أمر به.

كيف ترين المرأة البحرينية بين الماضي والحاضر والمستقبل؟
المرأة البحرينية دائما ما كانت مصدر قوة في كل المجالات أو المؤسسات الموجودة بها، سواء كانت اقتصادية، عملية أو اجتماعية أو غيرها، ففي كل الأزمنة تترك المرأة البحرينية الأثر الواضح والسمعة الطيبة، وتسعى على الدوام للتطور والتطوير، محافظة على قيم وأخلاق المجتمع.

تنظر البحرين بعين الاعتبار والاهتمام للمرأة البحرينية، ما أثر ذلك على مساهمة المرأة في المجتمع البحريني؟
نحن فخورون بكوننا ننتمي لهذه الأرض الغالية، ومملكة البحرين دائمة الدعم للمرأة البحرينية في شتى المجالات والبرامج الحكومية، وفي كل الأدوار المتنوعة التي تشغلها سواء الرسمية أو الشخصية. وينعكس هذا الأمر على ثقة المرأة بنفسها ومساهماتها في المجتمع، ويعزز مكانتها ويرفع من سقف طموحها.

كلمة للمرأة بمناسبة يوم المرأة البحرينية؟
كوني قوية دائما ولا تنهزمي أمام التحديات، ولا تتراجعي عن تحقيق أحلامك وطموحاتك. الحياة مشوار من الصعوبات والخبرات، وطعم النجاح يستحق العناء. ثقي بنفسك، واختاري الأنسب لك دائما، وليس ما يرضي المجتمع أو الآخرين.

الرجوع للصفحة السابقة
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية