العدد 5678
الأربعاء 01 مايو 2024
أبرز الشخصيات النسائية البحرينية تميزا بالعمل الوطني
جهينة البحراني

 

رئيسة الرقابة المالية 

بنك اليوباف العربي الدولي

ترى رئيسة الرقابة المالية في بنك اليوباف العربي الدولي جهينة البحراني، أن توجهات مملكة البحرين من حيث دعم إسهامات المرأة في المجتمع وتذليل الصعاب والتحديات التي تواجهها، من شأنها تقليص فجوة تمثيل المرأة بمجالس إدارة كبرى الشركات، والمؤسسات المالية، والمناصب القيادية في شتى قطاعات العمل بالمملكة.
ووجدت البحراني أن هذا التوجه من شأنه خدمة سياسة التنوع في التفكير، فهي ترى أن تفكير المرأة يختلف عن الرجل، الأمر الذي يعود بالنفع على القضايا المطروحة من حيث تنوع الحلول، وبالتالي التطور والتقدم الإيجابي ومواكبة جميع المتغيرات التي تحدث على مختلف الأصعدة.
نشأت جهينة في بيئة مصرفية بحتة، لذا كانت تتطلع أن تحذو حذو والديها والعمل في القطاع المصرفي، ولكن هذا ما جاءت به الرياح، لتبدأ حياتها العملية في مجال خدمات التدقيق بإحدى كبرى شركات التدقيق العالمية في المملكة (آرنست ويونغ).
وتقول: "كان لشركة أرنست ويونغ التي قضيت فيها أكثر من 16 عاما الفضل الكبير في صقل وتطوير مهاراتي العملية، ولها الدور البارز بإلمامي بكل ما يتعلق بمجال خدمات التدقيق المحاسبية، إلى جانب الإلمام بمنهجية الأعمال بشتى القطاعات، بما فيها القطاع المصرفي".
أما فيما يتعلق بانتقالها إلى بنك اليوباف، فتؤكد جهينة أنها تعتبر هذه الانتقالة نقطة فارقة في مسيرتها المهنية، لاسيما مع عملها في بنك مرموق مثل اليوباف العربي الدولي، الذي أضاف لها الكثير من المعرفة المتخصصة في القطاع البنكي، إضافة إلى منحها فرصة تبادل خبراتها، والاستفادة من معرفة نخبة متميزة من المصرفيين الذين تتعامل معهم عبر منصبها رئيسة للرقابة المالية في البنك.

"الجوهر الحقيقي للنجاح يكمن في عدم الاستسلام.. والنهوض بعد التعثر

هل واجهتكم تحديات بمرحلة الانتقال إلى العمل المصرفي؟
من أبرز التحديات التي تواجه الانتقال من قطاع التدقيق إلى القطاع المصارف، التغير في نمط التفكير، فتفكير المدقق عموما يتسم بأنه تفكير تحليلي، في حين أن تفكير المصرفي يتسم بالتفكير الإبداعي والابتكار.
وعلى صعيد شخصي، لم يكن انتقالي من العمل مدققا مهنيا فحسب هو الذي يتسم بالسلاسة والسهولة، فكذلك انتقالي الفكري اتسم بذات اليسر والمرونة على حد سواء إلى العمل المصرفي. وتُرجع جهينة ذلك إلى الخبرات والمعرفة المتنوعة الوفيرة التي تمتلكها بالمجالين، مؤكدة أنها لم تواجه أي تحديات في هذا الشأن، إذ كانت تتمتع بقاعدة علاقات عامة عريضة، الأمر الذي كان بمثابة العنصر الداعم لها في هذا الانتقال من حيث الاستفادة من خبرات ومعرفة هذه العلاقات والاستفادة منها بالسؤال والتوجيه بما يتلاءم ومنصبها في بنك اليوباف العربي الدولي، والتي كان لها دور عميق في صقل خبراتها ومعرفتها في هذا القطاع الحيوي الرائد.

كيف تنظرين للمرأة بشكل عام، وللمرأة البحرينية خصوصا؟
يشكل العنصر النسائي عاملًا مؤثرًا وذا مكانة في حياتي، لاسيما أنني نشأت في منزل يسود فيه هذا العنصر، فنحن ثلاث أخوات مع والدتي، فكان والدي الرجل الوحيد بيننا، ورغم أنه الوحيد بيننا إلا أنه كان الداعم الأساسي لنا، خصوصا فيما يتعلق بالتحصيل العلمي، إضافة إلى مساهمته ووجوده الدائم لصقل شخصياتنا لمواجهة كل ما يعترضنا في الحياة.
لذا كبرت وترعرعت على رؤية والدتي وهي امرأة عاملة تعمل في القطاع المصرفي، وتقوم بواجباتها البيتية إضافة إلى حرصها الشديد على النمو والازدهار في عملها، جميعها عناصر أثرت بفكري وقناعاتي بأن المرأة قادرة على تحمل الكثير من الأعباء، وأنها مخلوق لا يوجد لديه أمر إلا ووجد له الحل بالتفكير المنطقي المناسب، واليوم أجد نفسي أسير على خطى والدتي العزيزة، فأنا مسؤولة في عملي وأم لطفلين ومديرة لأسرتي.
هذا من الجانب الشخصي، أما من الجانب العام، تجد جهينة أن جهود مملكة البحرين واضحة وملموسة خصوصا في السنوات الأخيرة من حيث دعم وإبراز دور المرأة البحرينية في المجتمع المحلي والدولي، إضافة إلى تذليل جميع الصعاب والتحديات التي تواجه المرأة؛ لتكون ممثلا بارزا يلعب دورا فاعلا في مجالس إدارة كبرى المؤسسات المصرفية أو الشركات الأخرى، وكذلك المناصب القيادية في شتى قطاعات العمل في المملكة.
وتؤكد البحراني أن جانب تمثيل المرأة في مجالس إدارات الشركات كان مقتصرا إلى حد كبير على الرجال، ولكن اليوم وبفضل انتهاج الحكومات سياسة التنوع الاستراتيجي في التفكير وإيجاد الحلول للقضايا حديث الساعة، كان لابد من تفعيل هذا الجانب للمرأة، خصوصا البحرينية التي أثبتت جدارة في طريقة التنوع بالتفكير، والنظر للموضوعات من زوايا مختلفة، الأمر الذي ينعكس على درجة مواكبة التطور والتقدم والإيجابية في الاستمرار، منوهة في السياق ذاته بأن المرأة أكثر قربا في تفكيرها نحو المبادرات التي تُطرح مثل الاستدامة والبيئة الخضراء، التي تسعى لتحقيقها الدول.

أين ترى جهينة البحراني نفسها بالسنوات المقبلة؟
بطبيعتي طموحة دائما، وكأي طموح فأني أتطلع لتولي مناصب قيادية أعلى، إلى جانب الحصول على عضويات في مجالس إدارة كبرى الشركات والمؤسسات المالية.
ورغم أن هذا هو التطلع المستقبلي لجهينة، إلا أنها تؤمن بأن مفهوم النجاح لا يقتصر على تولي مناصب قيادية فحسب، وإنما يتعدى أكثر من ذلك، كالقدرة على التأثير في الآخرين وإلهامهم للوصول لأهدافهم، الأمر الذي له دور إيجابي على المجتمع عموما، وهو بحد ذاته إنجاز، وهو ما ترغب جهينة أن ترى نفسها قادرة على تحقيقه في السنوات المقبلة.

من قدوتكِ في الحياة، وما الحكمة التي تؤمنين بها؟
حكمتي في الحياة "لا تطعمني السمك، بل علمني اصطاد"، وهذا ما علمتني إياه والدتي التي هي القدوة في حياتي، فهي من شجعتني على أن أكون صاحبة قرار ومسؤولة عن قراراتي مهما كانت، كذلك لها الفضل الكبير بشغفي بالعمل وتحمل المسؤولية وعدم الانهزام أو الاستسلام، وألا أسمح للصعوبات والعراقيل أن تُهبط من عزيمتي في التقدم، كما تعلمت منها أن أكون هادئة، وأن لكل معضلة حلا وطريقا ومخرجا.
هذا وتقدمت جهينة البحراني بأسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام قرينة الملك المعظم صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة؛ على دعمها ومساندتها للمرأة البحرينية، فبهذه الجهود المستمرة والدؤوبة استطاعت المرأة البحرينية ترسيخ مكانتها والوصول إلى أبرز المناصب القيادية.

وفي الختام تقول جهينة للمرأة البحرينية بهذه المناسبة: "لا تستسلمي أبدا، فلا يوجد شيء لا تستطيع المرأة القيام به، سواء كانت ربة منزل أو امرأة عاملة، ثقي بنفسك، ولا تسمحي لأحد بالانتقاص من شأنك".

الرجوع للصفحة السابقة
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية