العدد 5678
الأربعاء 01 مايو 2024
أبرز الشخصيات النسائية البحرينية تميزا بالعمل الوطني
فاطمة عيسى إبراهيم

 

سيدة أعمال - مؤسسة شركة أندرا للعلاقات العامة

قامت بتأسيس شركة أندرا للعلاقات العامة، وهي شركة للعلاقات العامة متخصصة في قطاع التكنولوجيا المالية ويقع مقرها في البحرين، وقد تعاونت الشركة مع أكثر من 50 مؤسسة وشركة ناشئة بمملكة البحرين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وعلى مدى العامين الماضيين، نجحت في توسيع نطاق العمل؛ ليضم القطاعات الناشئة مثل الطاقة المستدامة والتنقل الحضري والتكنولوجيا التعليمية، بما يعزز مكانتها كشركة استشارية رائدة للعلاقات العامة في البحرين والشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وإضافة إلى ذلك، نجحت في تطوير أكثر من 10 مبادرات وشراكات مثمرة في المنطقة، بما في ذلك لندن آند بارتنرز، فنتك السعودية، أسبوع لندن للتكنولوجيا المالية، كيوب ميديا، وغيرها الكثير.

سيدة الأعمال فاطمة عيسى إبراهيم، المدير التنفيذي لشركة اندرا للعلاقات العامة والاتصالات المؤسسية، أطلقت الكثير من المبادرات الطموحة مثل سلسلة التكنولوجيا المالية، وهي منصة صممت لتعزيز الوعي، وتحقيق التواصل بين رواد الصناعة، وعرض حلول التكنولوجيا المالية الناشئة من المملكة، ما دفع بأندرا للعلاقات العامة إلى مقدمة قطاع العلاقات العامة، إذ تواصل تمكين الشركات ودعم الاقتصاد المحلي الديناميكي.
"أضواء البلاد" التقى بها للتعرف على أبرز البصمات التي حققتها..

تشغل سيدة الأعمال فاطمة عيسى إبراهيم منصب عضو مجلس إدارة في مجلس التنمية الاقتصادية، وتحرص على الاستفادة من خبراتها للمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية للمملكة. وقبل ذلك، شغلت عضوية عدد من المجالس، منها جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وراديو البحرين، والتزمت بتعزيز الابتكار والتطور في مختلف القطاعات المتنوعة. وإضافة إلى ذلك، شغلت منصب عضو مجلس الإدارة في مبادرة فنتك (WIFBH) من 2018 إلى 2020، حيث قدمت الدعم لتطوير دور المرأة في قطاع التكنولوجيا المالية متواصل النمو.

كيف تصفين المرأة البحرينية؟
في حقيقة الأمر، أن المرأة البحرينية قصة مميزة في حد ذاتها. ففي الماضي، شاركت المرأة بشكل ملموس في دفع عجلة التنمية والازدهار لتصل البحرين إلى ما هي عليه اليوم من مكانة، تحت القيادة الرشيدة التي وضعت اللبنات الأولى لهذا الازدهار. كانت البحرين أول دولة خليجية توفر التعليم للبنات، واليوم تصنف في المركز الـ 54 من بين 146 دولة في التحصيل العلمي، متفوقة في ذلك على دول مثل ماليزيا وإيطاليا وسنغافورة واستراليا، وفق تقرير الفجوة بين الجنسين للمنتدى الاقتصادي العالمي 2022. ومن الأمور التي لا يعلمها كثيرون هو أن المرأة البحرينية كان لها دور ملموس في صناعة الغوص لصيد اللؤلؤ الذي كان يمثل نشاطًا اقتصاديًا مهمًا في المنطقة في ذلك الوقت.
لقد خطت المرأة في البحرين خطوات واسعة في العقود الماضية، محققة الكثير من النجاح في التعليم، والتوظيف، والمشاركة السياسية. وتملك المملكة واحدًا من أعلى معدلات في تعليم المرأة في العالم العربي، وتشكل جزءًا ملموسًا من القوى العاملة، خصوصا في القطاع العام. إضافة إلى ذلك، تبوأت المرأة البحرينية العديد من المناصب المرموقة في الحكومة، بما في ذلك تعيين وزيرات وسفيرات.

ما التحديات التي تواجه المرأة رائدة العمل المبتدئة؟
باعتباري سيدة أعمال متمرسة، تعرضت للعديد من العراقيل التي عادة ما توجه رواد الأعمال، خصوصا النساء. فمنذ دخولي إلى قطاع التكنولوجيا المالية الذي يسيطر عليه الرجال، واجهت العديد من التحديات التي كان لها تأثير كبير في تشكيل حياتي المهنية. إن شق طريق في صناعة ناشئة يحمل في طياته الكثير من التحديات. فالأمر يحتاج قدرة على مواكبة التغييرات، ومرونة، وإيمانا راسخا بالإمكانات التحولية الهائلة لقطاع التكنولوجيا المالية. وبالرغم من أن الكثير من هذه التحديات كان صعبًا، إلا أنها فتحت الطريق لفرص هائلة غير مسبوقة. واليوم، أشعر بالامتنان للدور المتنامي الذي تبذله المرأة في تشكيل قطاع التكنولوجيا المالية، وإسهاماتها الواضحة في تعزيز هذه الصناعة. ومن التحديات الأخرى التي برزت في هذا القطاع هي التوقعات غير الواقعية، وهي آفة أصابت الكثير منا. فهذه الرغبة في الانتشار أدت إلى تشتت الجهود، ومن ثم عرقلت التقدم. لقد أحتاج الأمر إلى مجهود دؤوب وفهم واع لتركيز الجهد، وتحديد المجالات التي تتوافق مع مهاراتي وشغفي. هذا الاكتشاف غرس في داخلي إحساسًا بأهمية تحديد الهدف، وشحذ الهمم، وتركيز شغفي على عملي.
وبالرغم من هذه التحديات، خطت المرأة البحرينية خطوات ملموسة في أعمالها. فيمكننا أن نرى تزايد عدد رائدات الأعمال عن ذي قبل، كما أصبحت المرأة تلقى تكريمًا على ما تحققه من إنجازات. وفي ظل تحقيق مزيد من التقدم، سوف تواصل المرأة كسر الحواجز وإطلاق إمكاناتها وتحقيق النجاح في أعمالها.

ما هي الحلول لهذه التحديات؟
إن التحول من الإتقان إلى التقدم قد يكون مهمة صعبة لأي رائد للأعمال، ولكنه ضروري لتحقيق النمو المستدام والنجاح. فعندما تسعى جاهدًا لتحقيق الإتقان، فإنه قد يقودك إلى المماطلة، ووقف التحليل، وفي النهاية الجمود. ولكن من ناحية أخرى، فإن التقدم يعني اتخاذ الخطوات، التعلم من الأخطاء، والمضي قدمًا للأمام بشكل مستمر. عندما تدير شركتك بنفسك، فإنه قد يسهل الوقوع في شرك محاولة القيام بكل شيء بنفسك، إلا أن مفتاح النجاح يكمن في تعلم كيف تقوم بتكليف الآخرين ببعض المهام، والتركيز على العمل الذي تتقنه. وطوال عمر مسيرتي المهنية، اكتشفت أهمية البحث عن التوجيه والإرشاد من سيدات يعملن في نفس المجال. فعبر التواصل مع الخبيرات اللاتي يشاركن نفس التطلعات والطموحات، اكتسبت ثروة كبيرة من المعرفة والرؤى والدعم الذي كان خير عون لي في مواجهة التحديات والاحتفاء بالانتصارات وبناء شركة ناجحة. هذه العلاقات لم تمنحني النصيحة العملية والإستراتيجيات فحسب، بل ساهمت في غرس روح المودة والألفة، والهدف المشترك، لأتذكر دائمًا أنني لست وحدي في هذا الطريق.

هل واجهتكم تحديات بداية عملكم، وكيف تم التغلب عليها؟
لقد كان من الصعب أن أترك عملا بدوام كامل في ذلك الوقت لكي أبدأ شركتي الخاصة. ولكن ما إن فعلت ذلك، حتى بدأت بالتدريج في بناء شركتي وفق رؤية معينة. أعتقد أن البداية هي أصعب مرحلة، والباقي سيأتي في مكانه بينما أواصل دفع الأمور للأمام، والتعلم من الآخرين، وتقييم متطلبات السوق وكيف يمكنني الوفاء بها. وكنت دائمًا أسأل نفسي "ماذا أفعل لكي أحدث فارقًا؟ " وبدأت رحلتي بالإجابة على هذا السؤال.

من المشجع لكِ للاستمرار؟
في المراحل الأولى من رحلتي في عالم الأعمال تلقيت الكثير من الدعم من الأهل والأصدقاء. إن إيمانهم بقدراتي وإمكاناتي ورغبتهم الصادقة في تقديم العون كان يمثل لي الأساس الراسخ الذي كنت أحتاجه في أولى خطواتي المهمة. وعندما بدأت الرحلة، أدركت أهمية توسعة نطاق شبكتي والتواصل مع اللاتي يشاركونني نفس التطلعات والأحلام. وعبر التعاون مع رائدات ورواد الأعمال تعرفت على خبراتهن والتحديات التي تواجههن وانتصاراتهن. هذه الجهود والحكمة التي اكتسبتها شكلت مصدرًا قيمًا أتاح لي التعلم من نجاحاتهن وتجنب انكساراتهن. إن البحرين خصوصا تضم مجتمعًا كبيرًا من الداعمين، الذين يقدمون لك ثروة من الموارد وفرص التعلم والإرشادات. ولكن لاشك أن الطريق إلى الاستفادة من كل هذه المزايا يكمن في أخذ زمام المبادرة للانتشار والتواصل مع الآخرين. فعبر المشاركة في الفعاليات المتخصصة، والتجمعات، وبرامج التوجيه والتدريب، تمكنت من بناء شبكة من الموجهين والمرشدين الموثوقين. ولعب هؤلاء دورًا حيويًا في نمو أعمالي وتطورها، موفرين لي النصيحة الصادقة، والتشجيع المخلص، والدعم طوال رحلتي.

ما نقاط القوة والضعف لديكِ؟
لقد واجهت في رحلتي بعالم الأعمال عراقيل سببها قلة خبرتي، وعدم إلمامي بمجموعة واسعة من الموارد والفرص المتاحة. فالكم الهائل من المعلومات والبيانات الرقمية المتنامية يمكن أن تكون هائلة، ليصبح من الصعب التعرف على الفرص الحقيقية القيمة من بين كل هذه المعلومات. هذا الإدراك غرس في نفسي أهمية التأني والإدراك بأن النجاح يحتاج إلى الكثير من الوقت والإخلاص والجهد المستمر. فبدلا من الاندفاع المتهور نحو النجاح، تبنيت نهجًا أكثر حكمة، إذ شغلت نفسي بالتعليم والاستفادة من قيمة التجربة والاختبار. هذا التفكير ساهم في تحقيق الكثير لنفسي، حين أدركت أن النجاح الحقيقي لا يكمن في تحقيق الإنجازات الخاطفة الزائلة، ولكنه يرتكز على السعي المستمر لتحقيق النمو واكتساب المعرفة. إن حماسي في مواجهة التحديات الجديدة وتحمل المخاطر المحسوبة بات يمثل قوة دافعة لمسيرتي في عالم الأعمال.

لم أحاول أبدًا تجنب الخروج من منطقة الراحة، مدركة أن هذه المغامرات المحسوبة، وبالرغم مما تحمله من مخاطر، تنطوي في نفس الوقت على فرص هائلة للتعلم والنمو. هذه الرغبة في التجربة قد أتاحت لي الارتقاء بإمكاناتي، واكتشاف مواهب خفية، وتطوير قدرة على مواكبة التغييرات وهو ما ساعدني كثيرًا على مواجهة النكسات. إن رحلتي في عالم الأعمال كانت عبارة عن عملية مستمرة من اكتشاف الذات، وتعزيز الشغف للتعلم، والرغبة في التجربة، والإيمان المتواصل بقوة التأني والتصميم.

من وجهة نظركم ما الذي تحتاج إليه المرأة للانطلاق في العمل وماذا تحتاج بعد عملية الانطلاق للاستمرار؟
وفق المنتدى الاقتصادي العالمي، ظهر في العام 2023 نوع جديد من ريادة الأعمال "أكثر تنوعًا، وأكثر توجهًا للناحية الاجتماعية، ولا يخشى تعدد المتاعب". هذا النوع الجديد من رواد الأعمال لديهم رغبة قوية في إحداث تأثير إيجابي ملموس على العالم، ولا يخشون كسر الحواجز وتحدي الوضع القائم. وفي البحرين، تأتي رائدات الأعمال في طليعة هذه الموجة الجديدة من رواد الأعمال. وتقود الرائدات مجموعة واسعة من القطاعات بدءًا من التكنولوجيا والرعاية الصحية إلى التعليم والمشروعات الاجتماعية. إنهم لسن مجرد سيدات أعمال ناجحات فحسب، بل نماذج يحتذى بها لباقي النساء في المنطقة. وتبرز الحاجة الماسة إلى دعم هؤلاء الرائدات، وهناك العديد من المؤسسات التي تعمل على ذلك. ومن بين تلك المؤسسات "تمكين"، الذي يوفر التدريب والتوجيه والتمويل لرائدات الأعمال في البحرين. كما يتيح لهن الحصول على التمويل، وهو أمر أساس لرائدات الأعمال اللاتي عادة ما يواجهن مشكلة الحصول على رأس مال. وإضافة إلى مثل هذه المؤسسات الداعمة مثل "تمكين"، لدينا أيضًا المجلس الأعلى للمرأة في البحرين، والذي يساعد على تمكين المرأة ودعمها للمشاركة في القوى العامة، وضمان المساواة في المشاركة في دعم التنمية الوطنية. وعبر تشجيع رائدات الأعمال، يمكننا صنع مستقبل أكثر عدلا وازدهارًا.
وفي أعقاب تأسيس شركتي، أشعر أن هناك حاجة مستمرة لتعليم الذات في وسط هذا العالم المعقد متسارع النمو. إننا نعيش في وقت تبرز فيه العديد من الفرص التي تتيح لك إعادة اكتشاف أعمالك من جديد وإعادة صياغة الطريقة التي تستخدم بها شركتك التكنولوجيا. وأخيرًا، من المهم الحفاظ على الروح المجتمعية والتواصل مع نساء أخريات لنتعرف ونتعلم من رؤى أخرى.

ما أبرز التحديات التي تواجه المرأة البحرينية في حال عملها تحت مظلة كبرى المؤسسات؟
إن غياب خارطة واضحة للتطور المهني، وعمليات تقييم تتسم بالشفافية في بعض المؤسسات قد يعرقل تطور المرأة على المستوى المهني. ولا شك أن تطبيق نظام مهيكل شفاف للتطور المهني مع إنجازات محددة وتقييم موضوعي للأداء يعد من العناصر المهمة لتحقيق تكافؤ الفرص للنساء.
ومن حسن الحظ، أن العديد من المؤسسات العاملة في البحرين أخذت إجراءات استباقية لتمكين موظفاتهن، عبر تنظيم برامج داخلية تركز على صقل المهارات. كما أن مبادرات مثل "تمثيل المرأة في مجالس الإدارات"، و"التنوع في مجالس الإدارات" تبدي دعمًا كبيرًا للمرأة في شغل مناصب في مجال الإدارات والوصول إلى مناصب قيادية عليا.
وإضافة إلى ذلك، ظهرت منصات مبتكرة مثل "PlayBook"، التي توفر فصولا دراسية على يد خبراء لتسريع خطى التطور المهني للنساء. هذه المنصات تساهم أيضًا في خلق مجتمع داعم، بما يمكن المرأة من مواصلة التعلم والنمو والقيادة. كما أن لدينا أيضًا "ريادات" التي تشجع المرأة على تنمية أعمالها عبر تزويدها بالأدوات اللازمة لتحقيق النجاح والتوسع خارج البحرين. إن ما ذكرته مجرد أمثلة على جميع المبادرات الرائعة التي تنطلق في المملكة.
وعبر التعامل مع نقص الشفافية وتطبيق برامج مهيكلة للتطوير المهني، يمكن للمؤسسات أن تخلق أجواء عمل أكثر قدرة على تحقيق المساواة والدعم، بما يساعد النساء على النمو والتطور وإطلاق إمكاناتهن. إن المبادرات التي ذكرتها هي أمثلة لتطوير ريادة وتقدم المرأة في البحرين.

تنظر المملكة بعين الاعتبار والاهتمام للمرأة البحرينية، ما أثر ذلك على مساهمة المرأة في المجتمع البحريني؟
أظهرت مملكة البحرين التزامًا قويًا تجاه تمكين المرأة وتطويرها، مدركة دورها الملموس في دعم جهود التنمية والتقدم. وتحت القيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، تطرح المملكة العديد من المبادرات والسياسات التي تستهدف تعزيز مشاركة المرأة على جميع الأصعدة. هذه الجهود تساعد المرأة البحرينية على المساهمة بفعالية في تنويع الاقتصاد، خصوصا في الصناعات المتنامية مثل ريادة الأعمال والتمويل والتكنولوجيا. وهذا يساهم بدوره في تحقيق التنمية المستدامة وتنويع الاقتصاد عبر جلب مفاهيم جديدة، وأفكار مبتكرة، وروح المبادرة والريادة إلى السوق.
لقد دأبت الحكومة البحرينية على تقديم الدعم لتمكين المرأة، وتقدير إمكاناتها الهائلة، وتكريم إسهاماتها للمجتمع. هذا الالتزام يبدو جليًا في العديد من المبادرات والسياسات المتنوعة، التي استهدفت تعزيز ريادة المرأة، وضمان مشاركتها في مختلف المجالات.

الرجوع للصفحة السابقة
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .