العدد 5678
الأربعاء 01 مايو 2024
أبرز الشخصيات النسائية البحرينية تميزا بالعمل الوطني
دانا زباري

 

صاحبة محلات "ترو أكتف" للملابس الرياضية

ترى المرأة البحرينية تتميز بشخصية قوية نتيجة تمتعها بالمعرفة الواسعة في الكثير من المجالات المتنوعة، لذا فهي تحيط نفسها بالعديد من النسوة البحرينيات الملهمات؛ لتستمد منهن الشغف وحب المعرفة.
وتؤمن بأن من "جد وجد ومن زرع حصد"، ولا بد من تخصيص وقت لصقل المواهب والمهارات التي منحها الله عز وجل للإنسان عبر السعي طلبا للتطور والتقدم.

تؤمن بالحكمة: من جد وجد.. ومن زرع حصد

بدأت صاحبة أول علامة تجارية للملابس الرياضية في مملكة البحرين "ترو أكتف" للملابس الرياضية دانا زباري حديثها عن نشأتها، فقالت: "يؤسفني أني لم أنشأ في بلدي الأم مملكة البحرين، فقد عشت طوال حياتي بدولة الكويت بسبب ظروف عمل والدي الذي كان يعمل في بنك GIC) Gulf Investment Corporation). عدت لمملكة البحرين في فترة تعرض دولة الكويت الشقيقة للغزو من قبل النظام العراقي السابق، فعشت في البحرين مدة عامين فقط، التحقت فيهما بمدرسة ابن خلدون في البحرين، بعدها عاد والدي للكويت وذلك بعد تحريرها تركت البحرين مرة أخرى وعدت إلى الكويت، وهناك التحقت بمدرسة أميركية لمواصلة الدراسة، وبعدها سافرت إلى لبنان لمدة عامين للتحصيل الجامعي ومن ثم إلى أميركا، إلى أن أنهيت دراستي الجامعية، بعدها قرر والدي العودة والاستقرار بمملكة البحرين، وكان ذلك تحديدا في العام 2007".
وواصلت في السياق ذاته "عدم نشأتي في مملكة البحرين، جعلني أخسر التعرف على المجتمع البحريني، فكانت علاقاتي شبه معدومة بأفراد المجتمع البحريني، إذ لم يكن لدي معارف وصداقات كثيرة، جل من كنت أعرفهم في البحرين هن ثلاث فتيات فقط من هذا المجتمع الهائل والعريق، ولكن تغيرت هذه الحال؛ بسبب الانخراط بالعمل وممارسة الأنشطة الرياضية كالجري، وركوب الدراجات كان منفذا لي على المجتمع وتوسع العلاقات، لتصبح لدي في الوقت الراهن قاعدة عريضة من المعارف والأصدقاء".

وأضافت زباري: ولكن أتعلمين ماذا؟ بالرغم من أسفي وانزعاجي من الظروف التي حرمتني من نشأتي في بلدي، إلا أنني اكتشفت مع ذلك، أن حبا عميقا تولد من هذا الحرمان، وولاء وانتماء كبيرين داخلي لمملكة البحرين، لدرجة أنني لا أستطيع الابتعاد عنها أكثر من 10 أيام متواصلة، فسرعان ما أشعر بحنين وشوق للتواجد فيها، إذ أشعر بأنها أفضل من كل بلد يمكن أن أزوره يوما".

وبالانتقال إلى بداية انطلاق مشروعها، ومن أين انبثقت هذه الفكرة، قالت دانا زباري: "شكلنا أنا وأختي ووالدي، ثلاثيا متناغما متكاملا للانطلاق بمشروع يعد الأول من نوعه على مستوى البحرين، أو الخليج بوقت انطلاقنا، فأنا أعشق ممارسة الرياضات منذ الصغر، خصوصا رياضة الجري وركوب الدراجة، وكنت أشارك بالمسابقات والمنافسات الرياضية منذ عمر لا يتجاوز الـ 11 عاما، فكنت أتنقل من بلد لآخر ضمن هذه المسابقات والمنافسات، لاسيما رياضات الجري لـ 100 متر و400 متر، إضافة إلى مسابقات كرة الطائرة، واستمررت بهذا النشاط إلى عمر الـ 18، إذ لعبت كرة الطائرة لفريق الجامعة ومازال اسمي موجودا ضمن الفريق بالجامعة، ورغم تجاوزي الـ 18 بكثير إلا أنني مازلت أمارس الأنشطة الرياضية، وعليه فأنا أعشق ارتداء الملابس الرياضية، أما أختي هلوله (كما تحب أن أناديها واسمها هلا زباري)، فهي شغوفة بتصميم الأزياء بحكم دراستها بكلية لندن للأزياء، في حين أن والدي لديه موهبة بالرسم والخط العربي المميز، وعليه فهي تقوم بارتداء الملابس الرياضية التي تصممها أختها لتجربتها قبل طرحها للبيع، ووالدها يقوم بعمل الخطوط والكتابة والرسم على هذه القطع لينتج عن هذا التعاون قطعة ملابس رياضية بمستوى تحفة فنية جميلة ومريحة لاستخدام يطول، مصممة باحترافية متكاملة العناصر".
وبالحديث بعمق أكثر عن مشروعها، قالت زباري: "كنت دائمة البحث عن ملابس رياضية أستطيع لباسها بأي وقت وأي مناخ، من هنا انبثقت فكرت مشروع "ترو أكتف" للملابس الرياضية، وكان ذلك في العام 2015".
وأكدت زباري أنهم يهتمون جدا بالمرتبة الأولى بنوعية القماش المستخدم وجودته، فيكون مريحا ومناسبا للأجواء المناخية السائدة في مملكة البحرين أو دول المنطقة، ولم تكتف بهذا القدر من الأفكار، فتقدمت بأفكارها لتمزج بين ممارسة الرياضة والترويج عبرها للثقافة العربية والحضارة الخليجية خصوصا التراث الشعبي البحريني، وذلك عبر الرسومات والخطوط التي تزين كل قطعة رياضية تنتجها، إضافة إلى إطلاق المسميات الشعبية التي تحمل اسم البحرين على بعض المجموعات مثل مجموعة "بحرين نور العين".
وعن التحديات التي واجهت دانا زباري في بدايات مشروعها، أوضحت أن "أكبر تحد كان عدم معرفة الناس بنا، وعدم إيمانهم بالنوعية وجودة القماش الذي نعمل فيه، كما أن هناك العديد من العلامات التجارية الرياضية العالمية في أسواق مملكة البحرين مثل نايكي وأديداس، وما أشعرني بالحزن بهذا الجانب أن أبناء ديرتي التي أعتز بهم وبها لم يكونوا المساندين لي بداية مشروعي، على العكس من أفراد المجتمع الأجانب الذين كانوا يحفزوني ويشدون على ساعدي للاستمرار".
وعن كيفية تغلبها على هذا التحدي الكبير، أكدت زباري أن الإصرار والمثابرة هما العنصران المهمان للتغلب على أي تحد، مبينة "كنت ألبس ما نقوم بإنتاجه من ملابس رياضية وأمارس الرياضة، فكانت الملابس تنال إعجاب الأفراد الذين يمارسون الرياضة معي، فأخبرهم عن مشروعي، إلى أن أصبح لي زبائن وعدد كبير حاليا من البحرينيينو وهم زبائن دائمون لنا".
ومازال الحديث عن التحديات وحلولها لدى زباري، إذ بينت أن من التحديات الأخرى التي واجهتهم، غلاء المعيشة، فبعض الأفراد لا يرى جدوى من شراء قطعة ملابس رياضية تتراوح قيمتها ما بين 25 و35 دينارا، غاضا النظر عن الجودة والنوعية، إضافة إلى تغيير أذواق الناس باستمرار، فما يرغب به المجتمع البحريني أو الخليجي لا يرغب به المجتمع الأوروبي مثلا والعكس، لذا قمنا أنا وأختي هلا بتثقيف نفسينا بالتسويق والمبيعات وعمل العروض الترويجية والخصومات وما إلى ذلك. ومن جانب آخر أصبحنا على دراية بأذواق ومتطلبات الأفراد بكل مجتمع، فقمنا بتصاميم تناسب الجميع وبها توازن بين الأذواق، والحمد لله توفقنا بمساعينا، فكان مشروعنا أول مشروع يحمل أول علامة تجارية للملابس الرياضية على مستوى البحرين والخليج.
وعن كيف ساعدتها التكنولوجيا الحديثة في مشروعها، أكدت دانا أن التكنولوجيا سهلت الكثير من الأعمال وذللت الكثير من الصعاب والتحديات لاسيما في عمليات التسويق والترويج والمبيعات..

واختتمت دانا زباري حديثها مع "أضواء البلاد"، قائلة إنها تأمل في السنوات المقبلة الانتشار بأسواق دول الخليج، فهذا هو الحلم الذي نعمل عليه في الوقت الراهن، فبعد البحرين التي لدينا فيها محلان، ستكون محطتنا الأولى خارج البحرين بمدينة الرياض.

الرجوع للصفحة السابقة
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .