مستقبل الطفل القارئ ..!‬

| سهى الخزرجي

واقع الطفولة في عالمنا العربي يمر بفترة جد صعبة وخطيرة للغاية تلقي بظلالها على مستقبل أمتنا، إنّ طفل اليوم يمثل الغد الذي ننتظره لتحقيق أمنياتنا على كافة المستويات الشخصية والعامة والوطنية، إن الخطورة تتجسد في غياب الوعي والإدراك لأولياء الأمور (الآباء والأمهات) بخصوص مستقبل أبنائهم، فإن الأرقام والاحصائيات التي تتحدث عن واقع الطفولة مزعجة حيث تؤشر بشكل واضح لا ريب فيه إلى مستقبل مظلم..!.

إن الخروج من دائرة الخطر هذه تتطلب عمقا في التفكير ليس على مستوى الأسر بل على مستوى الدُول والحكومات ومؤسسات المجتمع المدني، إن انجاب الأطفال بلا تخطيط ولا رؤية جريمة كبرى ليس بعدها من جُرم، فإن عدم التخطيط للانجاب يوجد في المجتمع أفرادا يعانون من بعض المشاكل،  والصحيح كلما رتبنا كأولياء أمور للانجاب بحيث يكون لدينا أبناء صالحين في المجتمع كلما كان مستقبلنا أكثر إشراقا.

أرى أن اهتمام الوالدين باطفالهم منذ الأشهر الأولى لولادة الأطفال أمرا في غاية الأهمية، فقد أشارت الكثير من الدراسات إلى أن قراءة الكُتب للطفل من عمر الأشهر عندما يبدأ إدراك الأصوات من حوله تصبح عادة القراءة جزءاً من روتين الطفل، ويصبح مقبلاً عليها بعمر أكبر، كما أن قراءة القصص للطفل بعمر الأشهر ثمرات كثيرة من بينها  تنمية مهارات التواصل بين الطفل ومن حوله، تحسين ذاكرة الطفل، تخزين المفردات في دماغ الطفل، فيصبح الطفل قادراً على نطق الكلمات بطريقة واضحة عندما يبدأ تكوين الجمل، بالاضافة إلى تنمية قدراته الذهنية، وتنمية الذكاء الاجتماعى، وتنمية مهارات العقل.

لذلك العديد من الدراسات توضح بأن الوالدين لابد أن يكونوا قدوة للطفل الذي نريد أن يكون ناجحا ومتميزا، وبطبيعة الحال أن الطفل دائما يحاكي أو يقلد كل ما يقوم به والديه من ممارسات ايا كانت هذه الممارسة، فإذا كان الآباء والامهات يقرؤن الكُتب يتزودون بالمعرفة بشكل متواصل يكون الطفل مثلهم تماما يحب القراءة لأن ذلك الفعل هو ما اختزنت ذاكرته منذ اطلالته على الحياة فيكون متعلقا بالكُتب حتى دون أن نطلب منه ذلك، أما إذا كان الآباء والأمهات ليس لديهما اهتمام بالقراءة والاطلاع وتلقي المعرفة من المستحيل انجذاب الطفل للقراءة حتى لو طلبنا منه ذلك مرارا وتكرارا، ومن هنا فإن ممارسة الاطلاع على الكتب أمام الطفل يتبرمج عقله اللاواعي تلقائيا بحيث تكون القراءة أمر في غاية الأهمية في حياته حاضرا ومستقبلا.

إن واقعنا الراهن يقول أن غالبية الآباء والأمهات منشغلين بأنفسهم وبهواتفهم الذكية مع وسائل التواصل الاجتماعي مع الأهل والاصحاب، تاركين الاطفال غارقين في اللعب الالكتروني ومشاهدة الواقع الافتراضي بكل ما فيه من مخاطر وعناصر هدم لهذه الأنفس البريئة، ويوم بعد آخر يتعلم الأطفال الكثير من الممارسات الخطرة التي تُروج عبر الهواتف الذكية، ومشاهدة (الحرام) فيكون الناتج طفل عُدواني ومُتنمر ومُدمن وهو صغير السن، الخلاصة إن مستقبل الطفل القارئ بلا شك مستقبل مُبهر ومشرق يكون تأثيره كبيرا على نفسه وعلى أسرته الصغيرة وعلى مجتمعه الكبير ثم على بلاده.