الدراما المصرية

| د.علي الصايغ

لا تخلو الدراما من المبالغات في أحايين كثيرة، حتى أن القصص الحقيقية ليست بمنأى عنها، ومن أهم أسباب ذلك ما نطلق عليه فنياً الضرورة الدرامية التي تستوجب هذه الجرعات من المبالغات، بما يخدم الحبكة، ويجعلها أكثر تماسكاً وجذباً للجمهور. وتأتي الدراما المصرية لتسجل كماً ليس جديدا من هذه المبالغات، خصوصاً أن أفلاماً أخرى قد تفوقت عليها في نسبة المبالغات، ومنها الأفلام الأميركية والهندية، هذه الأفلام التي تتسابق على فرض المبالغات بشكل لا يضر بالدراما، إلا إن كان الواقع سيد النص، فإن المبالغة تصبح ضرباً من ضروب الكذب، وليست ضرورة فنية تمليها السيناريوهات. ومن بين متابعاتي لبعض الأعمال الدرامية التلفزيونية المصرية الرمضانية هذا العام، كان ملفتاً حقاً انعكاس البيئة المصرية الطبيعية العفوية البسيطة في هذه الأعمال، فبعض الأعمال، وربما أغلبها، لا تعكس تماماً تفاصيل البيئة المصرية من الناحية الحيوية، بل صوراً مجتزءة من الصورة الواقعية لشكل وديناميكية البيئة المصرية. كان من الجميل جداً هذا التقديم في أكثر من عمل من الأعمال المصرية الرمضانية، والتي قُدمت بشكل يعكس الشارع المصري ليس من خلال الأحداث إطلاقاً، بل الصورة الحقيقية لطبيعة الحركة وتفاصيل الحياة في الشارع المصري، ومن هذه الأعمال مسلسل (أعلى نسبة مشاهدة)، وكذلك مسلسل (نعمه الأفوكاتو) الذي تفوق فيه المخرج محمد سامي بإظهار الصورة، ليس بشكلها الطبيعي وحسب، إنما أيضاً بإضافة لمسات فنية زادت الصورة الفعلية جمالاً. * كاتب وأكاديمي بحريني