فاصل.. إنه رمضان

| ندى نسيم

تأخذ الأيام شكلا مختلفا بعد أن يأتينا رمضان هذا الضيف العزيز الذي أتمنى أن لا يكون سريعا في خطاه، يبدأ الفاصل الجميل في أيامنا وليالينا منذ اللحظة التي يعلن فيها دخول شهر رمضان الكريم، هذا الفاصل في الواقع يبدأ بصورة حقيقية في أرواحنا التي تستشعر الفرح والكثير من المشاعر التي ترتبط برمضان، وكذلك من خلال تعزيز عبادة الصيام التي تساعد على تحسين الكثير من المشاعر الإنسانية وتجدد القيم وتساهم في تهذيب النفس. إنه فاصل يتسم بالتميز في تحقيق الراحة النفسية في ظل تكثيف العبادات الروحانية واستثمار الأيام في تصفية الذهن والتأمل واستعادة مظاهر الحب وتجديدها سواء كانت في محيط الأسرة وبين العلاقات الأخوية والوالدية أو على مستوى العلاقات التي تربط الأفراد في المجتمع، حيث الرفقة والزملاء وعلاقات الأصدقاء وأبناء الحي، تتآلف القلوب وتتصافى فتتجلى مظاهر الرحمة والتعاطف واستشعار أوجاع الآخرين والحرص على تقديم الخير قدر المستطاع وتجنب الأذى والحد من مطامع الذات وغطرسة النفس. كما يأتي رمضان ليجدد القدرة على التكيف مع ظروف الحياة واستعادة لشحن الطاقة النفسية من خلال محاولة تجاوز التحديات والآلام والارتباط بالأمل من جديد، وذلك من خلال التأمل وخفض التوتر وإدارة المخاوف حيث الطمأنينة والسكينة التي تغشى الأرواح. جميعنا نحتاج لهذا الفاصل الذي تتجدد معه أرواحنا لتعود في حلة جديدة أكثر صلابة وأكثر إيمانا وتفاؤلا وصبرا.

كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية