مجالسنا الرمضانية.. مدارس لتعزيز عاداتنا وتقاليدنا البحرينية

| د.خالد زايد

من العادات والتقاليد الجميلة التي تكثر صورها في مجتمعنا البحريني خلال شهر رمضان الفضيل زيارات المجالس في مختلف المناطق، والتي تعكس مكانة كرم الضيافة لدى أهل البحرين لكل من يقوم بزيارة تلك المجالس، فالأبواب مفتوحة للجميع من بعد صلاة التراويح حتى أوقات متأخرة من الليل، فتلك المجالس التي يتزايد نشاطها خلال هذا الشهر المبارك تُعد ملتقى يجتمع فيه الأقارب والأصدقاء، وفيها تتشكل جمالية صور الأحاديث المختلفة والموضوعات المتنوعة والمعلومات المهمة في مختلف المجالات، كل هذه المشاهد التفاعلية في المجالس تعتبر مدارس ونموذجاً مصغراً نشأت فيه الأجيال وتعلمت منه الكثير والكثير من عاداتنا وتقاليدنا. فعندما نتحدث عن المجالس فإننا نتحدث عن قيمة مجتمعية كبيرة وتراث جميل تتناقله الأجيال وتحرص على بقائه، لأن المجالس تشكل الهوية الوطنية والتراثية للبلد وتعكس روح وجمالية الأنفس النقية التي تلتقي، فاليوم أصبحت تلك المجالس رافداً من روافد معرفة الكثير من العادات والتقاليد، وأصبحت المجالس باختلاف مواقعها في مجتمعنا تمثل السمة الأساسية في حياة المجتمع البحريني. للمجالس دور اجتماعي كبير في حياة الأهالي والأصدقاء والمعارف، ففيها يلتقي الجميع من مناطق مختلفة للمحافظة على سمة التواصل وتعزيز مكانتها، كما أن التواجد في المجالس يقوي مسألة التآلف والتقارب والتوافق بين الحضور، وهذا أمر إيجابي ومطلب الجميع. وأنا أتحدث عن المجالس ودورها الاجتماعي الكبير وحرصها على تعزيز مسألة اللقاءات بين الأصدقاء والمعارف، استذكرت بعض المجالس التي أتردد عليها خلال هذه الفترة، والتي تجسد مفاهيم التقارب والتواصل، فمنها مجالس في المنامة والمحرق ومدينة عيسى والرفاع ومنطقة سار وغيرها من مناطق المملكة، وأتذكر من هذه المجالس الحيوية والتي تتميز بروح المتعة ونوعية الأشخاص المتميزة، مجلس أخي العزيز عبدالله السعود ومجلس أبناء المرحوم فرحان مبارك في منطقة الرفاع الغربي، والذي يعتبر من المجالس المتميزة في نوعية الحضور.  ولا أقلل من مكانة المجالس الأخرى التي أتردد عليها، فكلها مجالس تتميز بحضور وشخصيات جميلة وراقية، ففي النهاية تعتبر هذه المجالس المكان الأفضل في مسألة تعزيز التواصل الاجتماعي وتبادل المعرفة والثقافة العامة. *كاتب بحريني