ضحايا الكلمات الرنانة في مؤسسات العمل المهني

| فاطمة التحو

في عصر متسارع بوتيرة متجددة للأفكار والمبادرات في مؤسسات العمل المهني، نتيجة التحولات التكنولوجية والتغيرات الاجتماعية، تظهر لنا  طبيعة مختلفة لنوع وغزارة المصطلحات الإدارية التي لم يسبق لها مثيل لمجاراة ذلك التحول منها الرنانة ومنها ذات الصلة الفكرية الأصيلة فعلاً. 

وفي خضم انفتاح الجيل الجديد في مؤسسات العمل المهني على الثقافات المختلفة والجديدة وسعيهم للبحث عن أفكار ومبادرات التنمية الاقتصادية، قد يكون البعض ضحية  للتوجهات العابرة وركوب الموجات السائدة.

أحد أسباب نجاح الأفكار والمبادرات المهنية السابقة نجد أن أصحابها تميزوا لأنهم استطاعوا وضع الأحداث المؤسسية في سياقها المتسلسل واستنتاج التطورات المستقبلية، هؤلاء لديهم  صفة القدرة على تفسير المستقبل بطريقة فريدة ليس بفضل انفتاح أفكارهم بل أيضاً بسبب فهمهم لأصل وتاريخ تسلسل الأحداث في مكان العمل.

الأفكار والمبادرات في مؤسسات العمل المهني ستكتسب قيمه أكبر عندما تكون الأجيال قادرة على تفسير التطورات الحالية والمستقبلية في ضوء مقارنات مايجري من تغييرات متسارعة من حيث التشابه والقواسم المشتركة.

هذه بالفعل هي القوة العظيمة التي تمتع بها بيتر داركر مؤلف كتاب (تحديات الإدارة في القرن الحادي والعشرين) الذي أشار فيه إلى أن من يرجع له الفضل في ثورة تكنولجيا المعلومات ليسوا مطوري البرمجيات بل مؤسسات العمل التي تمتلك الوصول إلى المعرفة والمحتوي.

في عصرنا اليوم ومع الرغبة الملحة في التغيير من السهل الوقوع تحت تأثير الكلمات الرنانة والتوجهات السائدة  مالم يكون جيل  التغيير يمتلك مهارة الربط المزدوج وهي مهارة إنشاء روابط غير متوقعة وغير مألوفة في لأفكار  التمنية والاقتصاد داخل مؤسسات العمل المهني.

مهارة الربط المزدوج قد تكون أداة تعليمية تفتح لاقتصاد مؤسسات العمل المهني آفاق جديدة لفهم طرق تنمية الأعمال بفهم المستقبل على نحو أفضل.