صورة..

| أحمد البحر

قالت: أما تعب هذا القلم ونفد حبره بعد؟

قال: نعم تعب، ولكن حبره ما زال متدفقا لم ينفد بعد. قالت: عدنا إلى كتب الفلاسفة وأرباب الغموض. قال: أقصد سيدتي أن القلم فعلا تعب ويفكر في الاعتزال. قالت: وماذا تقصد إذن بأن حبره ما زال متدفقا؟ قال: أقصد أن عجلة العمل لا تتوقف ما دام هناك عمل. قالت: نعم أعرف ما دام هناك عمل فهناك إدارة. قال: فطنة أنت أحيانا.. نعم فالحبر هو الإدارة وأنا.. قالت: أيضا أعرف.. الإدارة هي عشقك ولكن إلى متى؟ قال: قبل الإجابة.. أتعرفين أهمية الإدارة في تسيير شؤوننا؟ قالت: لا تنس أني كنت إحدى القيادات الإدارية الناجحة. قال: نعم كنت خير من يدير دفة السفينة. قالت: شكرا. بهذه المناسبة ألا ترى أن الجرأة قد تغلبت على الكفاءة؟ قال: تقصدين أن بعضنا لا يتردد في تحمل مسؤولية القيادة دون. قالت: نعم دون التحليل الصادق لقدراته ومدى توافرها لديه. قال: ودون التعامل مع المسؤوليات التي تكسبه الخبرة والنضج. قالت: السرعة.. الإبداع.. التكنولوجيا هي سمات بيئة العمل الآن. قال: لا نختلف، ولكن هناك مبادئ ومعايير إذا اختفت.. قالت: صحيح.. إذا اختفت تضاءلت المقدرة على الاستغلال الأمثل للموارد وفاقد الشيء لا يعطيه! قال: لماذا ارتفعت نبرات صوتك وأنت ترددين العبارة الأخيرة؟! قالت: دعنا نعد لقلمك وحبره، متى يعلن هذا القلم اعتزاله؟ قال: لا أدري سيدتي سبب إلحاحك على هذا السؤال. قالت: يبدو أنك لا تريد الإجابة.. قل لي ما الحكمة التي ترددها؟ قال: كلما زادت المعرفة تضاءلت سطوة الـ (أنا) وكلما قلت المعرفة ارتفعت سطوة الـ (انا) وإجابة على سؤالك أستطيع القول.. قريبا وقريبا جدا سيدتي.. هل فارقك الفضول الآن؟ قالت: الفضول يقودنا للسؤال، والسؤال هو أحد أدوات القائد الناجح.. أقصد السؤال الإستراتيجي، وليس لماذا اخترت اللون الأزرق ولم تختر اللون الأبيض!