حنان البرغوثي

| د. بثينة خليفة قاسم

 في ليلة إطلاق سراح عدد من نساء فلسطين الأسيرات في سجون إسرائيل رأينا مشاهد تمزق القلوب وتدمع العيون خلال عرض مشاهد عودة هؤلاء الأسيرات اللاتي قضين سنوات من العذاب في السجن. ورغم المشاعر المختلطة بين الفرح والحزن، ورغم الثمن الكبير جدا الذي قدم لأجل حرية من عادت فوق دماء الشهداء الأبرار، رغم كل هذا فقد كان مشهد عودة كل أسيرة قصة ثرية جدا، لكن أهم ما رأيته في هذه المشاهد هو قوة وصمود الشعب الفلسطيني العظيم، فقد تذكرت جملة الزعيم الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات وهو يصف هذا الشعب بشعب الجبارين. كل المشاهد التي تستحق أن نوثقها ونكتب عنها، لكن مشهد عودة السيدة حنان البرغوثي وهي على الشاشة تقدم صورة رائعة للمرأة الفلسطينية. لقد كانت كل تفاصيل الصورة معبرة عن قوة وصمود وعظمة حنان البرغوثي التي وقفت مرفوعة الرأس ولم تكسرها سجون الاحتلال ولم يكسرها أنها أم لأربع أسيرات ذهبن إليها في السجن واحدة تلو الأخرى. حنان البرغوثي وقفت شامخة مرفوعة الرأس تتحدث بطلاقة وقوة وتمكن وكل ملامح وجهها تنطق بالتصميم والإصرار والصمود من أجل قضيتها العادلة. فيالها من سيدة! وياله من شعب ذلك الشعب الفلسطيني الذي تحمل ما لم يتحمله شعب في التاريخ الإنساني. بكل تأكيد ما أكتبه عن عظمة وصمود نساء فلسطين في هذه الزاوية ليس كل شيء فقد عبرت عن لقطة أو مشهد أثر في وهزني، لكن ما لم أكتب عنه ربما يكون أكثر بكثير مما أوحى لي به ذلك المشهد الذي رأيته على الشاشة وسط زحام واسع من المشاهد التي تكفي لكتابة إلياذة فلسطينية مطولة. كاتبة وأكاديمية بحرينية