المقاطعة الزائفة

| د. طارق آل شيخان الشمري

الواقع أن قضية المقاطعة قديمة في تاريخنا العربي، حيث بدأتها قريش ضد الرسول الكريم والمسلمين الأوائل، إذ كانت لا تبيع ولا تشتري ولا تتعامل اقتصاديا مع كل من كان مع الرسول الأعظم. المهم لكل إنسان الحق في المقاطعة سواء نصرة لغزة أو لرأي شخصي، لكن أن تقوم طائفة من هؤلاء المقاطعين بسب وشتم وتخوين وتكفير من لم يقاطع معهم فهذه السطور موجهة لهم فقط وليس للمقاطعين الذين لم يسبوا أو يشتموا من لم يقاطع. نقول لمن شتم غير المقاطعين بأنك مجرد دمية وببغاء قام “الإخوان” بتحريك مشاعرك لهدف اقتصادي لا علاقة له بغزة، فمن بدأ المقاطعة هم مجموعة من الإخوان في بقعة جغرافية من جغرافيا الخليج لضرب أصحاب بعض الشركات، وقام البعض بتصديقهم ومقاطعة هذه الشركات، وحتى لا نطيل على القارئ نريد أن نقول لهؤلاء الذين شتموا غير المقاطعين نقطتين بسيطتين، الأولى هي أنهم إذا كانوا فعلا صادقين وأن المقاطعة هي لنصرة غزة، فلماذا لم تتم مقاطعة بقية الشركات الأميركية، بما فيها الشركات التي يمتلكها إخوان الخليج؟ ولماذا لا تتم مقاطعة شركات السيارات الأميركية وأجهزة الحاسب الآلي والهواتف الذكية والمنتجات الأميركية؟ أقول لماذا لا تقاطعونها كلها؟ الجواب لسبب واحد هو أنكم مجرد دمى لهؤلاء الإخوان. النقطة الثانية التي تثبت كذبكم وأنكم مجرد دمى هي قضية حرق القرآن وقضية الرسوم المسيئة للرسول، هل تذكرونها؟ ألم تقلبوا الدنيا وتقعدوها وتقوموا بشتم وسب من لم يقاطع فرنسا والسويد والدنمارك؟ أين أنتم اليوم منها؟ لقد تركتم المقاطعة والبكاء على الرسول وحرق القرآن، لأن الإخوان أوقفوا تعليماتهم لكم، لهذا فيا من يقوم بشتمنا وتكفيرنا لأننا لم نقاطع ونكون دمى للإخوان ومصالحهم الاقتصادية، نقول إن من يتخلى وينسى الرسول وحرق القرآن فاعلم أنه كاذب بالمقاطعة لنصرة غزة. وأكرر سوف ينسون غزة كما نسوا المقاطعة نصرة للرسول والقرآن لأن من يطيع ويتبع الإخوان سيخسر تدينه السليم ويصبح دمية وإمعة ونحن لسنا منهم إن شاء الله. * كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي