أصحاب... السعادة!

| عباس العماني

المتابع لجلسات مجلس النواب يلحظ بوضوح أن متلازمة المعلم وطلابه أو المدير وموظفيه ورثت من المجلس السابق لـ “بعض” نواب المجلس الحالي، ويبدو أن التخلص منها بات صعبًا رغم ما يشهد به النواب أنفسهم من دماثة خلق وتواضع وأريحية الرئاسة. في الجلسة الأخيرة بيوم الثلاثاء الماضي، وقف نائب مفتتحًا مداخلته بشكر “معالي الرئيس” وختمها كذلك بشكره، وبين الشكرين نادى “معالي الرئيس” 11 مرة بالعدد في مداخلة لم تتجاوز مدتها الزمنية 3 دقائق فقط! هذا المشهد ذكرني بجلسة “خاصة” جمعتني بمجموعة من النواب، وتفاجأت حينها أنهم ينادون بعضهم بـ ”سعادة النائب”، وصدمني أكثر أن أحدهم يحفظ أرقام زملائه في هاتفه الشخصي بـ ”سعادة النائب” فلان! صورة أخرى لا تفوتني وهي إضافة لقب “سعادة النائب” للملفات الشخصية على جميع وسائل التواصل الاجتماعي لأحد النواب صبيحة فوزه وقبل أداء القسم وتسلمه “تكليف” النيابة بصورة رسمية! أتفهم جدًّا أن اللائحة الداخلية تنص على توجيه خطاب النائب في كل الأحوال للرئاسة مباشرة مع حفظ الألقاب لـ ”معالي الرئيس” و “أصحاب السعادة” النواب، ولكن المبالغة والاستغراق في التبجيل وطغيان الألقاب على المحتوى ينقل صورة سلبية أقرب للتملق والتكلف، وإن كانت إرثًا تنامى بصورة سلبية لا تخلو من العفوية. ختامًا، وجب الإشعار أن هذه افتتاحية لمقال أسبوعي راصد وناقد بواقعية لـ “أصحاب السعادة” والمعوَّل على سعة صدورهم كبير. وخزة:  سيُعرض على مجلس النواب هذا الأسبوع المرسوم المعني بـ ”تعديل اللائحة الداخلية” للمجلس، والذي يعتبر امتحانًا حقيقيًا، وكما قيل في الأثر “عند الامتحان يكرم المرء أو يهان”. * كاتب بحريني