الغزاويون والهروب من الموت إلى الموت

| د. بثينة خليفة قاسم

هل كانت إسرائيل بحاجة إلى ذلك الدعم والتأييد والغطاء الشرعي الذي وفرته لها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية لكي تقوم بتحويل غزة إلى ركام ودفن أهلها تحت هذا الركام أو دفعهم للهروب من الموت تحت الركام إلى الموت بالرصاص، أو الموت جوعا تحت حصار غير إنساني بدون طعام أو شراب أو دواء. ليس من العدل ولا الإنسانية أن يقوم دعاة حقوق الإنسان في العالم بتوفير غطاء شرعي لقتل الأطفال والنساء بهذه البربرية التي لم يسبق لها مثيل! إسرائيل لم تكن يوما ضحية، ولم تكن يوما طرفا أضعف لكي تحتاج لهذا التأييد الذي سيتسبب في إبادة جماعية أو تهجير قسري لأهل غزة.

الولايات المتحدة وبريطانيا والإعلام الغربي قاموا بتضخيم ما قامت به المقاومة الفلسطينية، وروجوا روايات كثيرة عن وحشية الفلسطينيين وعن اغتصابهم عشرات النساء وقتلهم الأطفال ضمن بروباغندا هدفها تضخيم ما قامت به المقاومة لتمهيد الرأي العام الدولي لتقبل ما ستقدم عليه إسرائيل من إزالة لغزة من الوجود وتخيير أهلها بين الموت والرحيل، والأمم المتحدة لم تستطع حتى إقامة مناطق آمنة لكي يلجأ لها الهاربون من الموت تحت الهجمات المتواصلة ليلا ونهارا للطيران الإسرائيلي. نحن إذا أمام جريمة تصفية لشعب غزة وهي جريمة تتحمل مسؤوليتها دول الغرب والأمم المتحدة التي لا تفعل شيئا للتخفيف من وطأة هذه الجريمة.

* كاتبة وأكاديمية بحرينية