عندما نملك قرار الحرب ومعه الإرادة

| فاتن حمزة

وأنا أتابع ما يحدث في فلسطين عدت قليلاً إلى الوراء، وتحديداً سنة 1967، حيث الحرب التي عرفت في كل من سوريا والأردن باسم نكسة حزيران، وفي مصر باسم نكسة 67، وتسمى في الكيان الصهيوني بـ "حرب الأيام الستة"، وهي حرب نشبت بين إسرائيل وكل من العراق ومصر وسوريا والأردن بين 5 يونيو 1967 والعاشر من الشهر نفسه، وأدت إلى احتلال إسرائيل سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان، وقد أدت الحرب إلى مقتل 15,000 - 25,000 في الدول العربية مقابل 800 في إسرائيل، وتدمير 70 – 80 % من العتاد الحربي في الدول العربية مقابل 2 – 5 % في إسرائيل.

واليوم وخلال ساعات فقط، قام تنظيم عسكري في قطاع محاصر منذ 15 سنة، بإيقاع أكثر من 1000 قتيل وآلاف الجرحى ومئات الأسرى، صدمة لم يتوقعها أحد، تنظيم قلب الكيان رأساً على عقب، والسبب أن هؤلاء أصابعهم على الزناد، ويملكون قرار الحرب وليسوا تابعين لأحد، ويملكون الإرادة في اتخاذ القرار. عن طوفان الأقصى أحدثكم.. وعن تنظيم صغير في قطاع صغير محارب من كل دول العالم، ما الذي حدث وسيحدث؟

أختم مقالي هذا بدعاء لهؤلاء المستضعفين الأقوياء.. اللهم كن لهم عونًا ونصيرًا، وبدل خوفهم أمنًا، واحرسهم بعينك التي لا تنام، واجعل لهم النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة وثبت أقدامهم، اللهم حرر المسجد الأقصى، واجبر كسرهم، واشف مرضاهم، وتقبل شهداءهم برحمتك.