فاروق المؤيد وعطاء موصول لأهل الفن والثقافة

| أسامة الماجد

لقد أصبح الفن بشكل أو بآخر خيطا في نسيج حياتنا اليومية، لا بالزينة والزخرف، إنما بالفن المبدع الحق القادر وحده على أن يحدد خلايا الجسد ويفتح الآفاق أمام المستقبل ويجعلنا أقدر على أن نعيش حياتنا أكثر عمقا وأعظم جدوى، وما يفعله الفنان في المجتمع يتعدى حدود الأفق، فهو يصارع الأمواج العاتية المتلاطمة ويصعد المنحدرات الصخرية الشاهقة ليس من أجل الشهرة والنجاح، وإن كان هدفا مشروعا، إنما من أجل مدنا بالاستمتاع بالبهجة بحيوية دافقة تماما كالأعياد والأعراس، حتى وإن لم ينل من الشهرة في حياته، سيظل أسعد حظا من الآخرين، سعيدا بقدراته ونبوغه ورهافة حسه، سعيدا بثقته في أنه في يوم ما رسم البسمة على وجه الناس. لم تعد الأسرار أسرارا، نادرا ما نجد من رجالات الأعمال والقطاع الخاص، من يهتم ويقدر الفنان في مجتمعنا ويذيب له شموع النور ويمسح من على عنقه مذلة النسيان، لكن بطاقات الميلاد والسؤال والاهتمام وصل على يد الوجيه فاروق بن يوسف المؤيد الذي وضع أمسية “تحية الأصدقاء” للفنان الراحل علي الغرير وتدشين كتابنا “صانع البهجة” بنادي مدينة عيسى، تحت رعايته الشخصية وباهتمام بالغ، وكتب في “الكتيب”: “ما إن اطلعت على نية مجلس إدارة نادي مدينة عيسى تقديم تحية لفقيدنا الغالي علي الغرير ابن النادي، بل ابن البحرين البار، وطباعة كتاب خاص به، حتى شعرت بأن رعاية هذه الفعالية واجب، بل وأقل ما يمكن تقديمه من الوفاء لهذا الفنان الذي يحبه الجميع، الصغير والكبير، حيث غمرنا بطيبته ودمه الخفيف طوال سنوات، وأنا شخصيا أعتبر ابننا علي الغرير نموذجا للفنان البحريني الجاد الذي حمل على عاتقه رسالة الفن الهادف وتفعيل دور الفنانين الاجتماعي والوطني”. فكل الشكر والتقدير للوجيه فاروق المؤيد على رعايته أمسية الوفاء، وعطائه الموصول لأهل الفن والثقافة. * كاتب بحريني