الأمم المتحدة والسودان

| د. طارق آل شيخان الشمري

عندما تم تأسيس منظومة الأمم المتحدة، كان من أبرز مهماتها المعلنة الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في دول العالم، بل والعمل على الحفاظ على استقلالية وسيادة الدول الأعضاء في المنظومة الدولية، وبعيدا عن مدى نجاح أو فشل الأمم المتحدة في تحقيق هذه المهمات، والتي أرى شخصيا أنها فشلت فشلا ذريعا في تحقيقها، فإن مسألة تحيز مبعوثي أو ممثلي المنظومة تجاه فريق على آخر هو أمر واضح للعيان، وخير مثال سنضربه هو تحيز المبعوث الأممي للسودان لطرف من الأطراف السودانية المتصارعة. ففي السودان هناك أربعة أطراف متناحرة تتصارع على كعكة قيادة السودان، هي المكون السياسي والحركات المسلحة والجيش السوداني بقيادة الجنرال البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال حميدتي. منطقيا مهمة المبعوث الأممي أن يكون على مسافة واحدة من الجميع، ويكون الحضن والأمن والثقة لكل من المكونات الأربعة حتى ينجح في مهمته ويرسل رسالة للجميع بأن منظومة الأمم المتحدة هي بيت الجميع الذي يسعى لإحلال السلام للجميع، لكن الجنرال البرهان أعلنها صراحة بأن المبعوث الأممي متحيز للمكون السياسي بشكل فاضح وواضح، بل زاد على ذلك بأن تقارير ومعلومات المبعوث الأممي هي من أشعلت شرارة الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع. ويدعم اتهام البرهان للمبعوث الأممي بالتحيز ما قام به أيضا مبعوثو الأمم المتحدة وعلى وجه الخصوص في كل من اليمن وليبيا وسوريا، حيث اتهمت هذه الأطراف هؤلاء المبعوثين بالتحيز وإطالة الحرب والمأساة. المهم أن الجنرال البرهان سيتعرض لاحقا لهجوم واتهامات من المنظومة الدولية لأنه جاهر باتهامها بالتحيز والتسبب بالحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، ولنا وقفة أخرى قادمة مع تحيز الأمم المتحدة لأطراف على حساب أطراف أخرى.

* كاتب سعودي