فرحة النجاح ومخاوف الآباء!

| فاتن حمزة

بداية أود أن أقدم أجمل التهاني والتبريكات لطلبة وطالبات مملكة البحرين على ما أنجزوه من نتائج مشرفة في امتحاناتهم النهائية للفصل الدراسي الثاني، أنتم فعلاً فخر للبحرين وأبطال المستقبل الذي يبشر بالخير بوجودكم، نخبة من عقول مثابرة مجتهدة ومسؤولة .ووسط هذه الفرحة التي تعم البلاد وتبادل التهاني والهدايا تبدأ المخاوف بين الآباء والأبناء بعد غلق الأبواب، وتظهر نظرات التعجب والتساؤل والتوقعات المجهولة، خصوصًا مع كل ما نراه من ظروف محيطة قاسية وبطالة بنسب مقلقة، وتفضيل الأجانب في الكثير من شركات ومؤسسات الدولة! يخرج الطلبة بنتائج مشرفة وحماس كبير وطاقة غير محدودة للعطاء حتى يصطدموا بالجدران وتضمحل طاقتهم يومًا بعد يوم بسبب الواقع المر، كفاءات شبابية بحرينية وخريجون جامعيون بمعدلات عالية، ومن جهة أخرى توزيع وظائف لا تلائم تخصصاتهم، ذلك إن وجدت، ومنهم من نفقدهم بسبب حصولهم على فرص أفضل خارج البلاد. إن حاجة البحرين للأيدي العاملة تفرضها الكثير من النواحي والضوابط، ولا نريد من أحد أن ينافس البحريني في رزقه، لذا يجب إعطاء الأفضلية للمواطن البحريني وتعزيز فرصه ليكون الخيار الأول في التوظيف في سوق العمل.. البحريني أثبت كفاءته في كل الوظائف، ولا يوجد عذر مقبول في عدم إلزام الشركات بتوظيفه. للأسف مازال المواطن يبحث عن وظيفة تناسب مؤهلاته العلمية وخبراته، يجب وضع الأولوية للمواطن، لدينا خطط مستقبلية تبشر بالخير نأمل أن تسخر لصالحه خصوصاً أننا نعيش في مرحلة لا تحتمل المزيد من التضييق وفتح أبواب المنافسة والتفضيل في الوظائف والخدمات مع الأجانب، تفضيل قد يسلب المواطن راحته وأمانه وحقوقه. الكثير من المواطنين يحملون شهادات عليا ويعملون اليوم في وظائف متواضعة وبعيدة عن تخصصاتهم ومؤهلاتهم، وجل من تم توظيفهم من الأجانب لهم بدائل محلية، ولا يغيب عنا أن توظيف الأجنبي لا يقتصر على الموظف نفسه، بل سيجلب معه زوجته وأبناءه. ختاما ننصح أولياء الأمور والطلبة بحسن اختيار تخصصاتهم المستقبلية حسب قدراتهم وكفاءاتهم، وبما يتوافق مع متطلبات سوق العمل وعدم الانجراف في اختيار تخصصات بسبب مسمياتها دون وضع جميع العوامل والإمكانيات العلمية والمادية والمتطلبات المستقبلية في عين الاعتبار. * كاتبة بحرينية