الاتحاد الخليجي لا يزال حلمنا الكبير

| عبدالعزيز الجودر

مضت فترة 42 عاما على قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومازلنا نتذكر الدعوة التاريخية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه خلال الجلسة الافتتاحية لقمة المجلس الأعلى في الرياض عام 2011 بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة التكامل والاتحاد، وأن نكون في كيان واحد ومصير واحد.  بعد كل تلك السنوات الطويلة وما مر علينا من حروب كبيرة وأحداث جسيمة وتجارب كثيرة أصبح من المنطقي التفكير الجاد في تلك الدعوة الملكية المباركة، فالتحديات التي تحدق بالأرض الخليجية والمستجدات الدولية والأطماع الإقليمية تستدعي ذلك، وأن لا نقف عند ما وصلنا إليه ونكتفي بهذا القدر، فالحذر واليقظة والاستعداد، ضرورة حتمية وغاية في الأهمية تحتاج موقفا جادا يتعلق بمصير الأمة الخليجية، فنحن نعيش في عالم غير مستقر سياسيا وأمنيا واقتصاديا، فالصراعات والأزمات الإقليمية والدولية حتما ستنعكس بشكل مباشر وغير مباشر على دول الخليج العربي، وستظل دولنا مستهدفة مهما ارتفعت أو انخفضت درجات الاستهداف وحجم تبعاته، هكذا تعلمنا من التاريخ وعلى مر العصور والأزمنة، فلا قيمة للدول والكيانات الصغيرة، لذا لا يوجد أمامنا سوى الاتحاد والتكامل مع بعضنا للحفاظ على أراضينا وشعوبنا ومكتسباتنا وثرواتنا، وأن نمضي نحو المستقبل المشرق ونحن واثقون ومطمئنون، فدولنا الخليجية لديها أسس قوية وراسخة، خصوصا فيما يتعلق بالسياسات والمنظومات الدفاعية للحفاظ على الأمن القومي الخليجي، إضافة إلى ذلك تحظى بقواسم مشتركة في جميع المجالات والجوانب والكثير من الرؤى والبرامج والخطط الطموحة التي تصب في صالح شعوبنا، ما يؤهلها لتحقيق هذا المطلب الشعبي الخليجي الكبير. على أية حال، الاتحاد الخليجي وإن طال الزمن أو قصر لا مناص من تحقيقه، ومن الصعب العيش بدونه، فنحن شعوب خليجية خلقت لتنصهر مع بعضها البعض، لهذا لابد من التفكير العميق بمنهجية جديدة لتحقيق هذا الحلم الخليجي الكبير. وعساكم عالقوة. * كاتب بحريني