رسالة لوزير الأشغال والمدير العام للمرور

| أسامة الماجد

يقول الشاعر الإسباني بابلو نيرودا في إحدى قصائده “سوف أحيا في جمالك”، وليسمح لنا شاعرنا باستعارة هذا البيت ولكن بالمقلوب.. “سوف نموت من عذابك”، ونعني الإشارة الضوئية الخارجة عن منطق الزمن وروح العصر الواقعة تحت كوبري مدينة عيسى بالقرب من وزارة العمل، وقد كتبنا كثيرا عن هذه المشكلة بكل أنماط القصص وأمراض العصر، ولا نزال في انتظار أن تنقلب الحياة ونقترب من شباك أو شرفة الحل. ولفت انتباهي أحد الزملاء بأن هناك إشارة ضوئية لا تقل عن إشارة كوبري مدينة عيسى في رحلة العذاب، وهي الإشارة المؤدية للنادي البحري للنازلين من جسر الشيخ عيسى، فكل من يقترب من تلك الإشارة تتسرب طاقة الحياة من جوانبه ويضع شفتيه على “الدركسون” ويظل يضغط عليه من طول الانتظار والعذاب إلى “أن يفرجها الله” ويظهر المرج الأخضر. ومازال هذا السؤال يتردد في خاطري إلى اليوم.. هل هناك نية صادقة من قبل وزارة الأشغال في إيجاد حل لهذه المشكلة المرتبطة أساسا بحياة الناس وأعمالهم، خصوصا أن شكاوى المواطنين اقتربت لما يمكن أن نسميه الوثيقة الموزعة في كل مكان، وكل هذه الشكاوى موضوعية أساسها فتح حوار موضوعي علمي مع المسؤولين لوضع حل حاسم لهذه المشكلة المستديمة، وضرورة النظر بأعين مختلفة واستنفار كل الإمكانيات ووضع المسار المناسب فكرا وعملا، لإبعاد المواطن عن هذا الواقع اليومي المنفر، فإشارة كوبري مدينة عيسى أصبحت جزءا من أعباء الوظيفة والحياة، رحلة طولها أيام ولا نسمع فيها غير صوت السائق الغاضب وهو يقول.. متى ينتهي يومي على خير. من هذا المنبر، منبر الصحافة الشريك الفاعل في عملية البناء، نتمنى من سعادة وزير الأشغال والأخ العزيز سعادة مدير عام الإدارة العامة للمرور النزول شخصيا لمعاينة المكان وقت الذروة، وإيجاد الحل الجذري للقضاء على الازدحام المروري الناتج عن تخطيط وتصميم الطريق والإشارة الضوئية، وحتما هناك حل حتى لو اقتضى الأمر غلق مسار أو مسارين، المهم إنهاء معركة المواطنين مع هذه الإشارة. * كاتب بحريني