زبدة القول

العالم إلى أين؟

| د. بثينة خليفة قاسم

الذي‭ ‬يتأمل‭ ‬العالم‭ ‬وما‭ ‬يجري‭ ‬فيه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬وصراعات‭ ‬يشعر‭ ‬وكأننا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬مخاض،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬حدثا‭ ‬أو‭ ‬أحداثا‭ ‬كبيرة‭ ‬ستقع‭ ‬وتغير‭ ‬وجه‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬ليصبح‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬قبلها‭.‬

العالم‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬بقاعه‭ ‬أصبح‭ ‬موحشا‭ ‬ومخيفا‭ ‬بشكل‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬له‭ ‬مثيل،‭ ‬فأينما‭ ‬نظرت‭ ‬تجد‭ ‬الدم‭ ‬والدمار‭ ‬والخوف‭ ‬والخراب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وكأن‭ ‬الحروب‭ ‬أصبحت‭ ‬الشيء‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وأن‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬هو‭ ‬الاستثناء‭... ‬من‭ ‬لم‭ ‬يمت‭ ‬بالزلازل‭ ‬مات‭ ‬بالرصاص‭ ‬وبدانات‭ ‬المدافع‭.‬

دماء‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ودماء‭ ‬ودمار‭ ‬وتشرد‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬ودماء‭ ‬وخراب‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وفي‭ ‬ليبيا‭ ‬وسوريا،‭ ‬وخراب‭ ‬اقتصادي‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬وصراع‭ ‬وخراب‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وصراع‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬الصين‭ ‬الجنوبي‭.‬

وإسرائيل‭ ‬بكل‭ ‬ارتياح‭ ‬تقتل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وتعتدي‭ ‬على‭ ‬جيرانها‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تعلن‭ ‬التزامها‭ ‬بأمن‭ ‬إسرائيل‭ ‬دون‭ ‬سواها‭ ‬وترسل‭ ‬غواصة‭ ‬حربية‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬وتساند‭ ‬تايوان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استفزاز‭ ‬الصين‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬زعيمة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬وتقوم‭ ‬بإرسال‭ ‬السلاح‭ ‬لإشعال‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬تهدد‭ ‬فيها‭ ‬البشرية‭ ‬كلها‭ ‬بالفناء،‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬المصلحة‭ ‬العليا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

لست‭ ‬عرافة‭ ‬ولا‭ ‬أهتم‭ ‬بما‭ ‬يقوله‭ ‬العرافون‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحل‭ ‬بالعالم‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬فيه‭ ‬سليم‭ ‬معافى‭ ‬سوى‭ ‬بقع‭ ‬محدودة،‭ ‬لكن‭ ‬المنطق‭ ‬البسيط‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يجعلنا‭ ‬نتوقع‭ ‬أن‭ ‬لحظة‭ ‬خطيرة‭ ‬ستأتي،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬حاليا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬على‭ ‬خير،‭ ‬ولا‭ ‬يعلم‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬بقعة‭ ‬من‭ ‬البقاع‭ ‬الساخنة‭ ‬أو‭ ‬المشتعلة‭ ‬سيأتي‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭ ‬الذي‭ ‬سيغير‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬ساد‭ ‬فيه‭ ‬الظلم‭.‬

 

‭* ‬كاتبة‭ ‬وأكاديمية‭ ‬بحرينية