ياسمينيات

دور المسنين أرحم

| ياسمين خلف

الله يرحمها.. تولت مسؤولية تربية إخوانها بعد وفاة والديهم.. سخرت نفسها ليهم وعاملت إخوانها كأنهم أولادها.. كبرت في السن وما تزوجت.. وما بخل إخوانها عليها وبدل خادمة كان تحت إمرتها 3 خدم.. ورغم هذا طلبت نقلها إلى دار رعاية المسنين! هي تعترف أن إخوانها ما قصروا لا بجهد ولا بمال عليها.. لكن كانت تقول إنها ما تتحمل بعد تقعد تحت رحمة الخدم اللي يهينونها ويسبونها ويضربونها بعد.. اشتكت من الأمر.. لكن ما في شيء كان يدينهم ولا دليل يثبت عليهم.. فطلبت نقلها لدار المسنين عشان تحفظ اللي تبقى من كرامتها.. وبالفعل تم نقلها إلى أن توفاها الله.. الله يرحمها. لا يمكن أن نوثق ثقة عمياء بالخدم في رعاية كبار السن.. مثل ما لا يمكن الثقة برعايتهم للأطفال الصغار.. ساعات الواحد يتغاضى عن بعض مشاكلهم.. إتقاءً لشر انتقامهم.. بس لازم ندرك أن بعض كبار السن يعانون من الزهايمر والنسيان.. ويمكن الخدم يعتدون عليهم بالضرب اللي يمكن ما يترك أي أثر.. ويتعرضون للسب والشتم والإهانات.. اللي محد يسمعه! إي في كاميرات.. بس هالخدم يكونون معجونين بماي إبليس ويعرفون شلون يسوون هالجرايم بدون ما يكونون تحت مراقبة هالكاميرات. واللي يقول إن الأهل غلطتهم لو كانوا معاه ما صار اللي صار.. وأقول البعض يولي الرعاية لكبار السن من أهله لكن.. هل من المعقول بكون معاه 24 ساعة.. طوال أيام الأسبوع؟ هم بعد عندهم ارتباطات وأشغال وحياة.. ولو كانوا بدون مروءة تركهم يصارعون عجزهم  بروحهم.. لكنهم وفروا الخدم لسد النقص خلال ساعات غيابهم.. لكن الطامة.. إذا كانت اليد اللي بتساعد قاسية وما تملك الرحمة بقلبها.. وعشان جذي ساعات دور المسنين تكون واجد أرحم لبعض كبار السن.. على الأقل يكونون تحت أيد ممرضين مو خدم يسوون اللي يسوونه ولا من شاف ولا من دره..

ياسمينة:

 يد الأهل أرحم من كل الأيدي، لكن إن لم تكن متوافرة طوال اليوم، ستكون يد دور المسنين أرحم من أيدي الخدم.