زبدة القول

بريطانيا واستخدام اليورانيوم المخصب في العراق

| د. بثينة خليفة قاسم

ما هي الفائدة التي ستعود على الإنسانية أو على العراق من قيام بريطانيا بالاعتراف الآن بأنها استخدمت قذائف اليورانيوم المخصب خلال حربها بجوار الولايات المتحدة على العراق في عامي ١٩٩١ و٢٠٠٣؟ وهل ستقوم الدنيا ولا تقعد من أجل محاسبة بريطانيا ومحاكمة من أمر ومن نفذ الهجمات بقذائف اليورانيوم وقتل النساء والأطفال وارتكب جرائم ضد الإنسانية؟ ما فائدة هذا الاعتراف الذي نشرته صحيفة “دي كلاسيفايد يو كي”؟ هل ستقوم بريطانيا بإعطاء تعويضات مثلا لأسر الضحايا كما فعلت ليبيا أو كما أجبرت أن تفعل لضحايا طائرة لوكيربي؟ لا شيء من ذلك سيحدث، رغم أن الجريدة البريطانية المذكورة نشرت أن الجيش البريطاني والأميركي قاما بإلقاء ٣٠٠ طن من ذخيرة اليورانيوم المخصب فوق العراق في عامي ١٩٩١ و٢٠٠٣، ونتج عن ذلك ما نتج من أضرار بيئية وصحية يمتد أذاها آلاف السنين، فهذه القذائف تضر الماء والهواء وتسبب الأمراض السرطانية وأمراض الكلى والكبد. وهل مجرد اعتراف وزارة الدفاع البريطانية باستخدام هذه الأسلحة والإعلان عن التزامها الأخلاقي بالمساهمة في تطهير الأراضي العراقية من شظايا ما يقارب ٤٢٠ قذيفة.. هل سيكفي هذا لمحو الجرائم التي ارتكبت ضد الأطفال والنساء وراح ضحيتها أعداد مهولة من هؤلاء؟. * كاتبة وأكاديمية بحرينية