ما وراء الحقيقة

عودة سوريا والعراق إلى الحضن العربي

| د. طارق آل شيخان الشمري

كررنا التأكيد بأن على العرب بسياسييهم وإعلامييهم ومثقفيهم ومواطنيهم أن يدركوا أنه وفي خضم هذا التغير في العقلية السياسية الدولية فإن مفهوم وفلسفة وسياسة الأمن العربي القومي والهوية العربية لابد لهما أن تكونا خارطة طريق لاستراتيجية ورؤية الدول العربية لكي تحافظ على مصلحتها ووجودها واستقرارها وتحقيق مصالحها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.  ويمكن القول إن العرب بدأوا يدركون ذلك الأمر جيدا من خلال العمل على سحب العراق وسوريا من الحضن الصفوي وإعادتهما للصف والحضن العربي، وقد تمثل ذلك من خلال زيارة الرئيس السوري لسلطنة عمان وقبلها دولة الإمارات، فالزيارتان نرى أنهما تمثلان تحولا كبيرا في العمل على إعادة صياغة فلسفة التضامن واللحمة العربية والوحدة والأمن في ظل كما أسلفنا التغيرات والتطورات الجيوسياسية الدولية. ولا شك أن ما قامت به الدول الثلاث الإمارات ومصر وعمان وبدعم من السعودية من الاتصال والتواصل والعمل مع السياسة السورية ومحاولة حل كل المشاكل والتخوفات بين النظام السوري وبقية الأنظمة العربية، وبذل الجهود من أجل استعادة سوريا من براثن الاحتلالين العثماني الإخواني والصفوي، يمثل خطوة جبارة في تعميق الأمن والتضامن العربي والدفاع عن الأراضي العربية واستقلالية الأنظمة العربية وطرد المحتلين والعملاء الذين يتلقون الدعم المالي والسياسي والاستخباراتي من الجهات الغربية. لهذا فإن عودة كل من العراق وسوريا، وهما ضحيتان تلاعب بهما الغرب وعمل على تدميرهما تدميرا كاملا، ومكن كلا من العثمانيين والصفويين من احتلال أراضيهما سياسيا وأمنيا وعسكريا، هذه العودة تعني نهاية المخطط الإجرامي المتمثل بمؤامرة الربيع العربي وتقسيم الأرض العربية، وفي ذلك صفعة قوية للعثمانيين والصفويين ومن ورائهما الغرب، ونرى ذلك برضوخ العثمانيين والصفويين لكل من الإمارات والسعودية بوقف دعم العملاء باليمن والعراق وسوريا ولبنان، ولهث طهران من أجل إنهاء صراعها مع الرياض بوساطة صينية من خلال الاتفاق الصيني مع طهران والرياض على عودة العلاقات مقابل ضمان صيني بوقف إيران تدخلاتها. كاتب سعودي